المواقف والشواهد المنبثقة من آفاق العلاقات السعودية الكويتية عبر الأزمنة، وما ترتبط به مؤثراتها سواء السياسية أو الاقتصادية والإنسانية والتآخي والتلاحم التاريخي بين دولتين تجمعهما كافة الروابط الوثيقة والعهود الثابتة، يشكل منصة انطلاق لأسس التآخي والتآزر والتوافق والثبات على وحدة القرار والمصير التي تعزز أمن الخليج والمنطقة.
حين نمعن في التفاصيل المرتبطة في هذا الشأن عبر إجراء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ اتصالا هاتفيا، بسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، هنأه فيه بتزكيته وليا للعهد في دولة الكويت الشقيقة. وتمني خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، لسمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح التوفيق والسداد.
وما عبر عنه الشيخ مشعل الأحمد الصباح، عن بالغ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على صادق دعواته ومشاعره الأخوية تجاه الكويت وشعبها، وتنويهه بعمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، ونسترجع على ضوء ذلك كلمات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - عند إعلان وفاة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، -رحمه الله-، يوم قال -أيّده الله- فقدتُ برحيل الشيخ صباح الأحمد الصباح - رحمه الله - أخًا عزيزًا وصديقًا كريمًا وقامة كبيرة، له في نفسي مكانة عظيمة وتقدير يستحقه. نفتقده كما يفتقده شعبه، وسيخلّده التاريخ؛ إذ كرَّس حياته لخدمة بلاده وأمتيه العربية والإسلامية. تعازينا لأهلنا في الكويت. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وكذلك ما ورد آنفا في برقية العزاء والمواساة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -، لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في وفاة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ـ رحمه الله ـ، كما هنّأ سموَّه في البرقية بتوليه مقاليد الحكم في بلاده.
ونصل هذه المعطيات بما نستحضره اليوم عن موقف وفاء آخر يعزز تلك المفاهيم بمكالمة ملك والمعاني المرتبطة بها، فنحن أمام أطر وثوابت في العلاقات التاريخية بين المملكة ودولة الكويت الشقيقة التي تضرب أبلغ الأمثلة للوحدة في الموقف والمصير والتلاحم والتوافق بين دول الجوار، والبُعد الصادق في العلاقات الإنسانية بين دولتَين وقيادتين وشعبين صديقين، كما أن التفاصيل المرتبطة بهذا المشهد تعكس لنا بُعدًا آخر الأخوة الجامعة فيما بينهم، والأفق الأعمق في منظومة الاستقرار التي تشكّلها علاقات هذه الدول من قيادة حكيمة، وشعوب تستدرك الأبعاد المرتبطة بالسلام والأمن في كل زمان ومكان.