سقط الأهلي واستمر تنمر الشامتين عليهم من جماهير الفرق الأخرى حتى استلم النصر راية الخروج الآسيوي المر، ليحمل على عاتقه كل ما تبقى من عبارات الشماتة التي قد شارك جمهوره في بداياتها..!
حينما نتحدث عن خسارة محلية لمباراةٍ أو بطولة فقد نُهذّب كلمة الشماتة ونلطفها ونغلفها بعبارة (الطقطقة) والتي صارت للأسف فناً وماركةً سعودية لجماهير أنديتنا الكبيرة لدرجة الانبهار، فلا أحد يتخيّل سرعة (المطقطقين) وإبداعاتهم في التأليف والمونتاج فبمجرد أن يصفّر الحكم نهاية أي مباراة، وقبل حتى خروجه من الملعب إلا وجوالاتنا مليئة بتلك العبارات والفيديوهات التي هي أشبه بحربٍ باردة مهمتها أكبر وأخطر من مجرد قتل الروح الرياضية.
دعونا نعود للفظ (الشماتة) والذي يتجاوز (الطقطقة) عندما تكون المشاركات خارجية، فالشماتة هنا تصبح تقزيماً لرياضتنا وتقزيماً لأنديتنا ولإعلامنا وفكر جماهيرنا في أعين المتلقين من محبي رياضتنا ومتابعيها من خارج الوطن، مما يسمح للمتربصين باستغلال هذه الظاهرة _ التي زرعها بعض إعلام المدرجات _ فيزيدون على النار حطباً ويسكبوا عليها الوقود حتى أننا صرنا نجد بالبيت الواحد الأخ يكاد أن ينتقم من أخيه ويرمي بعضهم على بعض أسوأ وأقبح العبارات بسبب فهمٍ خاطئ للرياضة وإثارتها.
قد نمتلك حلولاً لبقاء الإثارة في أعلى درجاتها والطقطقة في حدود الأدب الذي لا يجعل منها مصدراً لأن يتشمت فينا أعداء الخارج المتربصون ولكن لن نتطرّق لتلك الحلول حتى نتأكد بأن هناك من سينصت لنا بعد قناعته _ طبعاً _بأن هناك خطرا رياضيا وسياسيا على سمعة الوطن بسبب هذا التشجيع السلبي والسلبي جداً.
توقيع
من أمِنَ العقوبة أساء الأدب.. ومن يسبر أغوار إعلام أنديتنا (المسكوت عنه) لا يستغرب سطوة الجماهير.
shumrany@.