لقد سئم الشعب اللبناني من أوضاعه المعيشية المتردية يوما بعد يوم، وضاقت سبل العيش على الشعب اللبناني وفيما هم يندبون حظهم فوجئوا بدمار شامل من جراء تفجير مرفأ بيروت الذي تسيطر عليه إيران عن طريق عميلها الإرهابي حسن نصر الله، مما زاد في معاناة ذلك الشعب المسكين المتدهور اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وأدرك الشعب اللبناني أن لا خلاص لهم إلا بتدخل عاجل وسريع من أي جهة ما، كي تنقذ لبنان والشعب اللبناني من ويلات حزب الله المسيطر على كل البلاد بما في ذلك الطائفة المسيحية، والتي كانت تسيطر على معظم لبنان أثناء الحرب الأهلية ورغم أن الدستور الذي سنته فرنسا للبنان أثناء احتلالها يقضي أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا والنواب شيعيا والحكومة سنيا، إلا أن الأوضاع لم تعد كما هي عليه منذ اغتيال رفيق الحريري فالأوضاع الآن كلها تحت قبضة حزب الله ورئيس الحزب عميل قم حسن عدوالله، أكبر عميل إرهابي لإيران التي دعمت مركزه وقوت شوكته وحولته أثناء الحرب الأهلية في الثمانينيات من مقاتل إرهابي وألبسته عمامة وأطلقت عليه لقب شيخ وسلمته زمام أمر لبنان، حيث سيطر على كل مرافق البلاد من القطاع الحكومي والخاص فقد عطل الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية ثلاث سنوات حتى رضخت جميع القوى اللبنانية بما فيها المسيحية تحت قبضته، واستطاع تعيين رئيس صوري للجمهورية لا يستطيع حتى تحريك كرسي من مكانه إلا بالرجوع إلى حسن عدوالله، كما استطاع أن يسيطر على معظم مجلس النواب والحكومة وانتهت كل الأحزاب في لبنان ماعدا حزب الشيطان، ولكن وكما يبدو أن اللبنانيين فتحوا أعينهم بعد الانفجار ليجدوا أنفسهم تحت طائلة الحرب الأهلية للمرة الثانية، لذا فرح الشعب اللبناني بزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الذي وجدوا فيه المنقذ لهم لدرجة أن أكثر اللبنانيين وحتى يتخلصوا من حزب الله وحسن عدو الله أطلقو شعارات «لا نريد وصاية فرنسية بل نريد انتدابا كاملا على لبنان»، لم يكن الشعب اللبناني يعلم من هو ماكرون ولقد عمت الفرحة الشعب المسكين لدرجة أن ماكرون لم يعط ميشيل عون أي اهتمام واعتبار وهو في بلاده، ولكن ماكرون يعلم جيدا أن عون مجرد قطعة أثاث موجودة في قصر بعبدا وليس له أي سلطة سواء على الجيش أو الأمن أو أي وزارة أو مرفق حكومي، بيد أن اللبنانيين قد استيقنوا أن ماكرون أتى للبنان ليطمئن على حليفه وصديقه في الخفاء حسن نصرالله والصديقة أيضا لإيران، وكما يعلم الجميع أن آية الله الخميني كان يقيم لاجئا سياسيا في فرنسا طيلة ٨ سنوات، كانت فرنسا والولايات المتحدة يضعون تاريخ انتهاء صلاحية إمبراطورية محمد رضا بهلوي وتاريخ إنتاج إقامة دولة الخميني ١٩٧٩م، وصول آية الله الخميني إلى طهران على متن طائرة فرنسية خاصة وتحت حماية 4 طائرات حربية أمريكية أقلعت من القاعدة الأمريكية في فرنسا إلى أن وصلت الطائرة إلى طهران، ولم يكن الشعب اللبناني يعلم أن فرنسا صديقة لإيران والثورة الخمينية وهي بالطبع صديقة لحسن نصرالله وهنا أصيب الشعب اللبناني بخيبة أمل أفظع من الأولى، لذا قرر أكثر اللبنانيين والذين لا يتمتعون بنفوذ قوي يحميهم في لبنان الهجرة الأبدية تاركين الوطن والمنازل وكل ما يربطهم بوطنهم، تاركين كل شيء لمصير مجهول تحت وصاية خمينية بأيادي عميلها حسن عدو الله، ولكن يظل السؤال وهو موجه للشعب اللبناني إذا تركتم وطنكم فهذا ما تريده إيران، ويريده حسن نصرالله وهو امتداد للمد الشيعي وتتحول لبنان إلى دولة شيعية كما تحولت سوريا والعراق.