بين من يراهن على ولاية جديدة أو رئيس جديد. وبين وعود تقطع ولا تقوم لها قائمة، نعم انتخابات مختلفة في سنة مختلفة وبأحداث ووقائع أعطتها زخما مختلفا عن سابقاتها، ولكن ما لم يتغير ولن يتغير هي الإستراتيجية التي تقوم عليها «الولايات المتحدة الأمريكية» فلا يزال الكثيرون يضعون آمالهم على مرشح دوما، لأنهم وفي مخيلتهم أنه هو من سيغير الكثير ويخلق السلام الذي يريدونه، فنرى انجراف بعض القيادات والإعلام لهذا المرشح الذي يبدو أننا لم نتلق الدرس جيدا مما سبق من مرشحين وصلوا للرئاسة، وكان آخرهم أوباما الذي أخذنا من انتصاره بوادر التغيرات التي كنا نريد أن ننعم بها، ولكن كانت السياسات المنتهجة مختلفة عما كان هو يزعم عند ماذا انجرافنا نحوه. فنظرتنا لم تختلف لهؤلاء المرشحين وكأن المنتصر منهم سيدير قاطرة الولايات المتحدة وحده! والحقيقة هو أنه مجرد سجال سياسي يجب أن يحدث مكتوبا في دستورهم الذي لا تخفى عظمة من خطه من الآباء المؤسسين لهذا الكيان، فمنذ جورج واشنطن مرورا بـ لينكون إلى وودرو ويلسون وروزفلت وريغان وبوش الأب إلى ترامب، نرى أن جميع من مر بالرئاسة الأمريكية اختلف في خطة السير على هذه الإستراتيجية ولكن لم يخرج أحد منهم عن الطريق الذي حواجزه النهج الذي يسيرون به وخطوطه العريضة هي الدستور.
فهؤلاء الرؤساء هم مجرد أفراد لا يقومون بما تقوم به المؤسسات داخل الهياكل المصونة في هذا الدستور، فأين الاختلاف بين الرؤساء السابقين! فما هي سوى إستراتيجية موحدة تسير بها الولايات المتحدة ويسيرون بها هم فالمتغير هو الخطط التي تنفذ من خلالها الإستراتيجية المراد الوصول إليها.
فإلى متى نوهم أنفسنا أن العصا السحرية لما يعصف بالعالم في يد من هو قادم لدفة الرئاسة، فالحكاية لن تختلف بل قد تسوء أو قد تبقى بشكل أو بآخر! فالإستراتيجية الأمريكية تختلف باختلاف أجندتها الداخلية وسياساتها وما تفتضيه مصالحها في المقام الأول، ولكن لن تخرج عن الخطوط العريضة المرسومة منذ قيامها، فسواء فاز ترامب بولاية جديدة أو وجدنا بايدن على كرسي الرئاسة ستستمر العجلة نفسها بالدوران في نفس الطريق.
@_FKW7