الأحاديث حول ذلك النجم الشاب بدأت تتكاثر وتخرج للعلانية وسط اهتمام مثير من أندية المقدمة الساعية للظفر بموهبة فريدة من نوعه، لكنه كان يفضّل عدم الاكتراث لكل تلك الأحاديث، مواصلًا استمتاعه بمداعبة معشوقته، ومبتعدًا عن داء الغرور الذي قاد العديد من النجوم نحو محرقة الهلاك.
موهبة فريدة
ولأنه صاحب موهبة فريدة، فقد كانت له بصمته الواضحة في قيادة الأخضر الشاب نحو تحقيق اللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه، عقب غياب استمر لما يقارب الـ26 عامًا، حيث يتذكّر التاريخ أنه مَن سجّل الهدف الثاني الذي أعطى التفوق للأخضر خلال تفوقه على المنتخب الكوري الجنوبي في المباراة الختامية بهدفين مقابل هدف.
رواية النجومية
هذا الانتصار قاد الأخضر للتواجد في النسخة الـ22 من مونديال الشباب الذي أُقيم ببولندا في العام 2019م، لينطلق من هنالك فصل جديد من رواية نجوميته، التي لفتت أنظار الإعلام البولندي وفرق المقدّمة في الدوري المحلي، حتى أن نادي كراكوف البولندي المتأهل إلى المشاركة في اليوروبا ليج أبدى اهتمامًا بالتعاقد معه من أجل التواجد برفقته في إحدى البطولات الأوروبية الكبرى، وهو ما علّق عليه خالد العطوي مدرب الأخضر الشاب حينها، بالقول: «هو لاعب مميَّز، ويستحق الاحتراف في أوروبا، وأنا سعيد بهذا الخبر؛ لأن انتقال اللاعبين إلى الخارج أحد أهدافنا من المشاركة في المونديال».
وما بين حلم الاحتراف الخارجي، وعشقه الكبير للقادسية قرّر النجم الشاب الاستمرار مع أبناء الخبر من أجل قيادته نحو العودة لدوري الأضواء، وهو ما قاد مساعد الزامل الرئيس القدساوي المستقيل لتوقيع عقد جديد معه يستمر حتى العام 2022م، رغبة منه في الحفاظ على أحد نجوم المستقبل، وعدم التفريط فيه بسهولة بالغة.
أما المثير في الأمر، فهو أن أشهُرًا بسيطة فقط فصلت ما بين توقيع عقده الجديد، وانتهاء فصول حكايته برفقة «بني قادس»، حيث كانت المغريات العالمية له ولفريقه القادسية كبيرة جدًا، ويصعب على موهبة شابة رفضها في ظل الرغبة القوية بضمه من قِبَل القائمين على الفريق الأول لكرة القدم وإدارة نادي النصر.
حزم خالد الغنام أمتعته مغادرًا الساحل الشرقي نحو العاصمة «الرياض»، في صفقة قدّرت قيمتها بـ32 مليون ريال سعودي، كان نصيب القادسية منها 20 مليون ريال سعودي، وتستمر حتى العام 2025م؛ ليبدأ برفقة «العالمي» فصل جديد في مسيرته الكروية.
قلق كبير
وما بين مؤيد لهذه الصفقة نظير العائد المادي العالي، ورافض لها من «أبناء الخبر» الذين سئموا استمرار مسلسل التفريط بالنجوم، والبعد عن المنافسة، أبدى عشاق خالد الغنام قلقهم الكبير من تبقي موهبته حبيسة دكة البدلاء، حتى تتلاشى شيئًا فشيئًا، في ظل الوفرة الكبيرة للنجوم في صفوف النصر، وبالتحديد في خط المنتصف المدجج بأبرز المحترفين الأجانب.
وقرر الغنام عدم الالتفات لأحاديث الـ «سوشيال ميديا»، والمضي قدمًا في تحدّيه الجديد، الذي يحتاج للمزيد من القتال والتضحية من أجل إثبات الجدارة، وهو ما بدأ في العمل عليه حتى تحصل على أولى فرصه للعب في التشكيلة الرئيسية في مواجهة الرائد، عقب أن اكتفى بلعب دور البديل في 6 مواجهات سبقتها، لكن الحظ لم يقف إلى جواره حينها، فخرج مصابًا في دقائق الشوط الثاني، وهو ما أصاب محبّيه بالمزيد من القلق، لكن ثقة الغنام في إمكانياته كانت كبيرة جدًا، مما مكّنه من العودة بكل قوة، والتأكيد على أنه موهبة كبيرة لن تُثنيها المصاعب عن المُضيّ قدمًا في درب النجومية، ووضع بصمة استثنائية في صفوف العالمي، وفي سماء كرة القدم السعودية، التي تعوّل على الغنام ورفاقه كثيرًا بعدما نجحوا في تحقيق حلم طالما انتظره عشاق الكرة السعودية، بالتواجد من جديد في دورة الألعاب الأولمبية التي ينتظر أن تقام العام المقبل في طوكيو اليابانية.
اهم الصفقات
وبعدما أكد أنه أحد أهم الصفقات التي أبرمتها الإدارة النصراوية في الفترة الأخيرة، بات خالد الغنام حديث الصحف الخليجية والعربية والآسيوية، عقب تألقه برفقة العالمي في دوري أبطال آسيا، ومساهمته الفعلية في وصول الفريق للدور نصف النهائي، عقب أن ساهم في تسجيل الأرجنتيني جونزالو مارتينيز بمهاراته العالية وتمريرته الدقيقة في تسجيل هدف التقدم خلال المواجهة التي تفوّق فيها النصر على الأهلي في الدور ربع النهائي من البطولة القارية.
أما ما أثار قلق جمهور الشمس، فهو خروج الغنام مصابًا خلال مجريات الشوط الثاني، وعدم اتضاح مشاركته من عدمها خلال مواجهة الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، حيث يعوّل عشاق العالمي كثيرًا على تواجده من أجل تشكيل الإضافة القوية للفريق في مواجهة فريق برسيبوليس الإيراني.
فهل يتمكن الغنام من اللحاق باللقاء الهام ويقود النصر نحو النهائي الحلم؟!
