DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

فرصة لمكافحة الإرهاب في السودان

الدولة تستحق شطبها من قائمة الدول الراعية للجماعات المسلحة

فرصة لمكافحة الإرهاب في السودان
فرصة لمكافحة الإرهاب في السودان
رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك يتحدث في الخرطوم، السودان، 15 أغسطس الماضي (تصوير: محمد خضير/ زوما برس)
فرصة لمكافحة الإرهاب في السودان
رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك يتحدث في الخرطوم، السودان، 15 أغسطس الماضي (تصوير: محمد خضير/ زوما برس)
«يمكن للكونجرس تحسين مكانة حمدوك السياسية، وإعطاء دفعة لاقتصاد البلاد المتعثر، عن طريق إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب»
تظهر مناقشة قادة السودان علانية لفكرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل مدى التغيّر الذي حدث في الدولة الواقعة بشمال شرق إفريقيا، بعد سقوط الديكتاتور عمر البشير، حيث تعمل الجهود الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقريب الخرطوم من الغرب، لكنها تحتاج إلى مساعدة من الكونجرس.
وتولى رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك منصبه العام الماضي، بعد احتجاجات واسعة أدت إلى نهاية النظام القديم. ويتشارك في السلطة مع شخصيات صعبة المراس، لكنه تمكّن من إلغاء القوانين المتشددة ومنح المجتمع المدني بعض الحقوق الإضافية، كما وعدت الحكومة بإجراء انتخابات في عام 2022، ويريد حمدوك تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة قبل انتهاء فترة ولايته.
ويعتبر موقف رئيس الوزراء السوداني الجديد هشًا، حيث يريد العديد من المتشددين رحيله، كما نجا من محاولة اغتيال هذا العام، وحتى الجنرالات الذين تسببوا في الإطاحة بالبشير ليسوا متحمّسين بشأن تطبيق الديمقراطية في الخرطوم. لكن يمكن للكونجرس تحسين مكانة حمدوك السياسية، وإعطاء دفعة لاقتصاد البلاد المتعثر، عن طريق إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقامت الولايات المتحدة بإعطاء السودان هذا التصنيف عام 1993، حينما استضاف البشير تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن في ذلك الوقت، وأعطاهم حرية التخطيط للفوضى في المنطقة. وبعد عقود من العزلة، تغيّر حال البلاد وأصبحت مؤهلة بالفعل لإزالتها من على قوائم الإرهاب. ووضعت واشنطن شرطًا لإزالة السودان من على القائمة وهو دفع تعويضات قيمتها 335 مليون دولار لضحايا تفجيرات السفارة الأمريكية عام 1998 في كينيا وتنزانيا.
ويحظى الاتفاق بدعم من الحزبين في الكونجرس، لكنه لا يزال يحتاج إلى الموافقة عليه.
ويعارض زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر Chuck Schumer والسيناتور من ولاية نيو جيرسي بوب مينينديز Bob Menendez ذلك القرار. والسبب في معارضتهم لاتفاقية إزالة السودان من على قوائم الإرهاب، أنه حسب الاتفاقية سيتم دفع تعويضات للمواطنين الأمريكيين أكثر من الأجانب، كما يريد ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر أيضًا تعويضًا من السودان.
وتم بالفعل تعويض ضحايا الحادي عشر من سبتمبر من قِبل الكونجرس، وبالضغط من أجل الحصول على المزيد من التعويضات الآن، فهم يخاطرون بإلحاق الضرر بقضية مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة. لأن المبلغ الحالي المطلوب حسب الاتفاقية الآن، والبالغ 335 مليون دولار يعتبر بالفعل مرهقًا لاقتصاد السودان، الذي يبلغ حجمه 19 مليار دولار فقط، كما أن توسيع قاعدة مَن سيتم تعويضهم من تلك الأموال سيكون ببساطة أمرًا غير واقعي.
ختامًا، يمكن القول إن السودان يبتعد أكثر عن شبكات الإرهاب، ويقترب نحو الغرب، ويتعيّن على إدارة ترامب أن تضغط على الكونجرس بصورة أكبر بشأن هذه القضية لضمان النجاح. وسيكون توقيع الاتفاقية إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا في هذا الجزء من العالم، والذي لا تتوافر فيه مثل هذه الظروف السياسية المواتية كثيرًا.