تقابل أحدهم وهم للأسف أخذوا يتكاثرون في مجتمعنا، تسأله من أنت فيجيبك على الفور، أنا الدكتور فلان أو المهندس علان أو المدير سلتان الفلتان، هكذا يعرف ذاته بمهنته !!!
وكأنما هو - مع احترامي لضمير الغائب - يقر بأن قيمته إنما تتركز خارج ذاته وصفاته كإنسان، فمثل هذا الإنسان أو الشبه للإنسان «مسكين» لا ينظر إلى ذاته من خلال أخلاقه الشخصية ولا صفاته الإنسانية بل من خلال قيمته المادية أو المالية التي يقيمها له عالم تبادل المصالح والعلاقات المادية، فأصبح هو أيضا يقيم نفسه كالأشياء مع أنه إنسان !!!
هذه السلوكيات قد تبدو مقبولة لو ظلت داخل حدود بيئتها الرسمية أما أن تمارس في بيئة غير بيئتها هنا تبدو نشازا!!!
ومع أن هذه السلوكيات ممقوتة فإن بعضها يدعو للشفقة والرحمة، خذوا على سبيل المثال أولئك الذين يحسبون أنهم تربعوا يوما على قمة هرم مجد بنوه من المادة - لا يفنى ولا يخلق من العدم - وفي الحقيقة هو مجد من ورق استوردوه من خارج الذات الإنسانية وأسسوا له خارجها في عالم المصالح والعلاقات المادية لا في عالم الحب والأخوة الإنسانية، لذا انهار بهم لحظة انتهت صلاحيتهم في عالمهم ذاك الذي ارتضوه، فتشفق على بعضهم حين يعرف ذاته فيخفض صوته عند قوله: سابقا !!!
حينها يشعرك هذا بأنه «مفلس» يقبع تحت أكوام الرماد التي خلفها احتراق الأوراق ويحاول أن ينفض عنه آثار الانهيار ولو بالتشبث برماد ودخان.
إخوتي ألا تثير تلك السلوكيات شفقتكم على صاحبها؟؟
@dr_samhan