بعد أن أصبحت ظاهرة الشهرة ثقافة يمارسها الصالح والطالح من فئات المجتمع المختلفة، كان لا بد لنا أن نجتهد في توعية المجتمع وخاصة الطفل حفاظا على مستقبله الفكري والعاطفي من سلبيات هذه الثقافة، وذلك من خلال الآتي: التعريف بمفهوم الشُهرة، والغرض منها، وتوضيح سلبياتها وإيجابياتها، وكيفية الاستفادة منها. في المقابل، التعريف عن المشهور، وماهية المحتوى المُستخدم، وكيفية بناء القاعدة الجماهيرية للمنفعة العامة والخاصة. وغيرها من المفاهيم المتنوعة ليتم الاستفادة من الشُهرة خاصة لأصحاب الأعمال للترويج عن منتجاتهم بشكل سليم.
ما يحدث مؤخرا في كيفية الترويج عن بعض المنتجات الخاصة والعامة من خلال بعض المشاهير، بدأ بأخذ منحنى لا يتناسب مع ما يتطلع إليه المواطن في ظل رؤية ٢٠٣٠. فالترويج أو التسويق تخصص أكاديمي اجتهد فيه العلماء في إجراء الأبحاث والدراسات لفتح نوافذ متعددة تتناسب مع المجتمعات المختلفة. ولكن يبدو أن مفهوم الشُهرة المغلوطة وبعض من مشاهيرها، استطاعوا اختصار التسويق بأسلوب مُخالف لأغراض خاصة قبل أن تكون عامة. ومع الأسف، يهرول معهم قصير الرؤية فقير المعرفة الباحث عن المصلحة الخاصة بعيدا عن أمانة الجودة والمصداقية.
ومن ناحية أخرى، فإن الاستغلال الحاصل من المنتج للمشهور واستغلال المشهور للجمهور قد جعل البعض منا يفقد المصداقية سواء للمنتج أو المشهور. مما أدى إلى تهميش الأساليب التسويقية العلمية التي يختص بها أصحاب العلم وحصر التسويق في مفهوم الشُهرة لأنها -أحيانا- أسرع طريقة لجلب المال، بغض النظر عن المصداقية أو الجودة. وفِي زحمة الشهرة وتكاثر المشاهير، فلا نستغرب أن يكون أقصى طموح لأطفالنا هو أن يكون مشهورا. بغض النظر عن كيف ومتى وماذا وأين ولماذا الشهرة يا صغيري؟
وأخيرا، عزيزي صاحب المنتج لا تربط نجاح واستمرارية ما تود تقديمه لعملائك بمشاهير اشتهروا ببث يومياتهم الفارغة بالأساليب السامجة. فالجمهور هو عنوان عريض لأي مشروع أو منتج طُرح في السوق وبناء على ذلك يتم التسويق بشكل ذكي دون خسائر من خلال الانطباعات الجماهيرية المختلفة والمتنوعة. وأيضا، عزيزي المشهور، العمر الزمني للشهرة قصير المدى. فحاول أن تترك أثرا طيبا لمن نَصَّبك مقاليد الشهرة، فإن دائرة الوعي في بعض العقول الجماهيرية بدأت تتسع وتبحث عن الجديد والمفيد.
FofKEDL@