الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لجميع المحافظات اليمنية دون تمييز، بما فيها المحافظات التي ترزح تحت وطأة الحوثيين، وما رصده العالم من الجسور الإغاثية والمبادرات السباقة التي قدمتها المملكة، متمثلة في المركز، للأشقاء في لبنان على خلفية الكارثة الأخيرة في انفجار مرفأ بيروت والآثار والخسائر على المستويين البشري والمادي، وكيف كان لهذه المساعي دورها في التخفيف من وطأة ذلك المصاب، وتدارك تبعاته، كما هو الحال في اليمن وإن تنوعت التفاصيل لكن المبدأ ثابت، تأتي جميعها كدلالات على أن المملكة ماضية في مبادئها وثوابتها وسياساتها التي تحرص على مد يد العون، وتعنى بالإنسان أولا مهما كان الزمان والمكان.
الطائرة الثانية التي وصلت إلى العاصمة السودانية الخرطوم ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ لمساعدة المتضررين من الفيضانات والسيول التي ضربت جمهورية السودان مؤخرا، وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله-، وكان في استقبالها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر، ومفوض العون الإنساني عباس فضل الله علي الشيخ ورئيس لجنة الطوارئ المعنية بالفيضانات ومندوبون من وزارة الخارجية السودانية ومن وزارة الصحة السودانية.
والتي وكما أوضح مساعد مدير إدارة الإغاثة العاجلة بمركز الملك سلمان للإغاثة ناصر بن مطلق السبيعي، أن هذه الطائرة تحمل على متنها 97 طنا من المواد الغذائية والإيوائية، سيتم توزيعها في ولايات: الخرطوم، الجزيرة، نهر النيل، لكي يستفيد منها 3.000 فرد.
وأن المساعدات سيجري توزيعها بإشراف ومتابعة فريق مختص من المركز بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين والسلطات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني في السودان، في إطار المساعدات المقدمة من المملكة، ممثلة بالمركز، للشعب السوداني الشقيق في مختلف المحن والأزمات.
فهذه المعطيات السابقة تؤكد ثبات التزام المملكة بإغاثة البشر كنهج راسخ في سياستها، وأمر يتأصل في مبادئها، التي تعنى بالإنسان أولا مهما كانت الظروف ومهما بلغت التضحيات، وذلك يعتبر جزءا من المشهد الشامل لمكانة المملكة وثقلها وسعيها الدؤب لتحقيق كل الظروف الضامنة لسلامة الشعوب والاستقرار الإقليمي والدولي.