قد يعتقد البعض من عنوان المقال أنه عن الرياضة ورجالها وما حدث من إنجازات في مجالها الأسبوع الماضي، لكن المقال ببساطة عن ثلاث فوائد أو ثمار يانعة، قيم وأخلاق وقيم اقتصادية سياحية وإدارة وتفويض.
ثمرة القيم من شجرة الشلهوب، الذي ودع محبيه في مشهد وداعي ومؤثر على مسرح المستطيل الأخضر وهو يداعب كرة القدم التي قضى معها سنوات، عندما قطع صوت ابنته عليه الاستمتاع وهي تناديه (يالله يا بابا)... نداء البندري أحدث صدى في قلوب محبي أبيها الذي استمر طوال مسيرته الرياضية يلعب بفن بخلق بقيم، وعندما أعلن اعتزاله بكلمات بسيطة من خلال حسابه بتويتر انتشرت تغريدته انتشار النار في الهشيم... فمحمد طوال مشواره الرياضي لم يتعرض للكروت الملونة باحترامه لألوان المنافسين، فقد رسم بريشته (الشلهوبية) لوحة عن الحب والاحترام وكذلك لم يشغل نفسه مع تقليعات وقصات الشعر بحثا عن الشهرة والتميز، فكسب التميز والشهرة وكتب للأجيال وزملائه اللاعبين للاحترام أجمل قصة...
الثمرة الأخرى اقتصادية سياحية وتتمثل بتحقيق نادي العين بمنطقة الباحة إنجاز الصعود لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والذي اقترن بخبر إيجابي آخر لمنطقة الباحة ألا وهو مشروع توسعة مطار المنطقة، لما يزيد على ستة أضعاف حجمه الحالي، وبهذا الفوز سيزور الباحة ١٥ ناديا على مدار العام مع عدد لا بأس به من الجماهير وأطقم الحكام الأجانب والإداريين والإعلاميين وكوادر النقل وغيرهم، وقد يمكث البعض قبل وبعد المباريات بضعة أيام للاستمتاع بأجواء ومناظر المنطقة، مما يعني انتعاشا سياحيا ولو بنسبة بسيطة فالمطار واسع وصدور أهل المنطقة وأميرها أوسع، فـ (مرحبا هيل عد السيل) بضيوف نادي العين.
أما الثمرة الأخيرة فكانت عن فنون الإدارة والتفويض وتمثلت في كسر للصورة النمطية من جانبين، الجانب الأول كسر شماعة الخبرة، والجانب الآخر تعيين من لديه خبرة في الإدارة وليس خبرة في عمله، وهذا ما تم اتخاذه مع رئاسة نادي الهلال، والمعتقد السائد أن تسند إدارة المستشفى للطبيب الماهر، وإدارة الفريق للاعب المبدع وإدارة المدرسة لمن لديه عدد أكثر من السنوات الخ... وغيرها من الإدارات، فمن لديه عدد سنوات أكثر او من يكون بارعا في تخصصه يعطى زمام الإدارة و(الخيط والمخيط) فيشرق ويغرب بالقرارات على صدى معزوفة تراكم السنين دون أن يكون هناك (دبرة) في القرارات والنتائج، ولا يلام كشخص بل اللوم على من عينه، وهذا لا يعني عدم وجود امثلة إيجابية ممن قد يتسلم الإدارة نتيجة خبرة.
فعملية تعيين رئيس نادي الهلال خارج هذه النظرية، حيث استلم إدارة النادي من لديه تاريخ في الإدارة وليس خبرة في المجال الرياضي!!
لذا عرف كيف يتعامل مع كل ملف من منظور إداري وأعطى الصلاحية لمن لديه الخبرة في كل مهمة ((task)) ليتولى الأمر، درس آخر في فن التفويض، عندما تعطي الشخص المناسب المهمة فلا (تستقعد) له تسأل عن الصغيرة والكبيرة، هذا ليس تفويضا هذا يعرف بإغراق الموظف المسكين بالمهام (dumpling).
إدارة البشر فن وحكمة وإرادة، فمن يفتقدها لن يصلح أن يدير أحدا بغض النظر عن العدد، ولو كانت خبرته تعادل سنوات دعوة نوح عليه السلام... والسلام!!!
Saleh_hunaitem@