تناولت في عدة مقالات سابقة عن مشاهير التواصل الاجتماعي وعما تحويه منصاتهم وما يقدمونه للمتلقي، الكثير منهم يقدم التفاهة والسطحية في طرحه عبر تلك الوسائل بل ويتفنن في وسائله التافهة ليصل للترند وللشهرة السريعة والثراء الفاحش، القليل منهم فقط هو المؤثر وهو الذي يقدم رسالة تهم المتلقي أو المجتمع بشكل عام.
قبل عدة أيام ظهر أحد مشاهير التواصل الاجتماعي بقيامه بمبادرة عبارة عن دعم لإحدى الأسر المحتاجة في مدينة جدة في مشروعه البسيط وهو مشروع خاص بالأسر المنتجة، مبدأ الدعم بحد ذاته مبدأ جميل وإنساني ولكن الطريقة والأسلوب الذي تم الدعم به والتعامل معه، يفهم منه بأن الغرض منه لم يكن هو المساعدة ولم يكن هدفه إنسانيا (نحن هنا لا نتكلم عن النوايا وعن القلوب وما فيها فلا أحد يعلم ما في القلوب غير الله سبحانه وتعالى).
حيث انقسم المجتمع ما بين رأيين نقيضين تماما، أحدهما من أيد تصرفه كونه شخصا مشهورا وله قاعدة جماهيرية كبيرة، وعندما ترى بعض الشركات وبعض الناس المؤثرين رغبة ذالكم المشهور في مساعدة المحتاج، فإن ذلك سيحفزهم على مساعدته ودعمه وأن من يقول غير ذلك فهو شخص حاسد وحاقد على تلكم الشخصية المشهورة، ولا يتمنى له النجاح لأنه سحب بساط الإعلانات من تحت أرجلهم.
والبعض الآخر كان ضد ما قام به هذا المشهور جملة وتفصيلا، باعتبار أن ما قام به هو سيناريو مدروس ومرتب له ودعاية كبيرة سواء لهذا الشخص أو دعاية لمشاهير (حضروا هذه المبادرة وقدموا هدايا عينية) وقاموا بتصوير أنفسهم أثناء تقديم الهدايا لهذا الرجل المحتاج، وآخرين حضروا وساهموا معه في مساعدته أو دعاية للشركة التي أعلنت استعدادها لتوظيف هذا الرجل بمرتب عالٍ.
وحجتهم أي هؤلاء الرافضين أن هذه المساعدة هي مساعدة إنسانية وفيها أجر كبير، فكان حريا بهذا المشهور أن يقدم المساعدة للمحتاج بعيدا عن أعين الفلاشات وعن أعين التصوير ابتغاء للأجر والمثوبة، خاصة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «أنفق بيمينك ما لا تعلمه شمالك».
كما أن فيها محافظة على كرامة هذا المحتاج (حيث أصبح حديث السوشيل ميديا بحصوله على مساعدات وصدقات من الناس)
وهنا يبرز السؤال الأهم: أين هي الجمعيات الخيرية المسؤولة عن هؤلاء المحتاجين؟ أين دورها في مساعدتهم، أين دور رجال أعمال في توظيف المواطنين؟ سؤال كبير يحتاج إلى إجابة من قبلهم.
أنا هنا أطالب بتدخل الجهات ذات العلاقة بوضع ضوابط واضحة ومعلنة لمن يريد أن يقدم او يشارك في مثل هذه المبادرات، وأن تكون جميع المبادرات حاصلة على موافقات مسبقة ومتابعة من قبل الجهات المعنية.
فمملكتنا مملكة الخير والإنسانية ولله الحمد تحارب الفساد بشتى أنواعه في كل بقعة في بلدنا لينعم المواطن بالعز والرخاء في ظل قيادتنا الحكيمة.
Hudaabdullah099@