السلوك الإيراني الساعي لزعزعة أمن واستقرار المنطقة بات تهديده يفوق كل الاحتمالات ولا يدع سبيلا أمام المجتمع الدولي لإيقان ضرورة ردع تجاوزات النظام الإيراني وجرائمه التي يرتكبها من خلال أذرعه الإرهابية في دول عربية، التي تجد الدعم والتسليح من طهران «الراعي الأول للإرهاب» لكي تمضي في تنفيذ المزيد من الممارسات الإرهابية التي يمتد تهديدها إقليميا ودوليا.
يأتي ما ذكره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في مقال نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، بأن إيران ما بعد الاتفاق النووي، دعمت الحوثيين في اليمن، وأرسلت صواريخها لمنشآت النفط السعودية، كما أعاقت حركة الملاحة في الخليج العربي وهددتها، وتأكيده أن الولايات المتحدة تعرف هذا النظام على حقيقته فهو الدولة الراعية للإرهاب في العالم والمصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وما أعلنه الوزير بومبيو في وقت سابق، عن مواصلة الولايات المتحدة دعوة الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية إلى تصنيف حزب الله «منظمة إرهابية» أو حظره كليا.
وأن الولايات المتحدة ترحب بعزم صربيا تصنيف حزب الله «منظمة إرهابية»، كون إعلان صربيا بشأن تصنيف حزب الله خطوة أخرى مهمة تحد من قدرة هذه المجموعة المدعومة من إيران على العمل في أوروبا.
فحين نمعن فيما ذكره وزير الخارجية الأمريكية وكيف أن هذا الموضوع وهو «التهديد الإيراني الإرهابي للعالم» والخطر الذي يشكله هذا النظام وأذرعه في لبنان واليمن وسوريا ودول عربية على الأمن والاستقرار الدولي، أصبح محورا ثابتا ودائما وهاجسا يتجدد في كافة اللقاءات التي تجمع القيادات الدولية، بغض النظر عن طبيعة أجندة تلك اللقاءات، ناهيك عن التصريحات التي يعلنها ممثلو هذه الدول للتعبير عن قلقهم من استمرار إيران في تسليح الجماعات الإرهابية وإصرارها على رعاية الإرهاب قولا وفعلا وفكرا وبكافة أشكاله، كأسلوب اعتادته ونهج تعتبره السبيل لبلوغ أطماعها وغاياتها الشيطانية الخبيثة، فهذه المعطيات الآنفة ترسم ملامح المشهد الشامل عن كون النظام الإيراني يفقد كل ثقة وأهلية لأن يكون جزءا طبيعيا من المجتمع الدولي، في ذات الوقت تؤكد أن القرار لصد هذه التهديدات بات أمرا محسوما في سبيل ضمان أمن المنطقة والعالم.