من حقك أن تسعى لكسب الجمهور وزيادة نسبة مشاهداتك، ومبارك عليك هذه الأعداد التي تتابع ما تطرح يوميا، ولكن أتمنى أن تدرك أنه ليس من حقك أن تكذب على متابعيك فتعلن وتكسب من الإعلان ثم تدعي أن ما تقوم به واجب وطني أملاه عليك ضميرك الحي، حيث مررت بالشارع ورأيت مطعما صدفة فحركتك وطنيتك وأكلت فيه ثم صورت قائمته الشهية، ثم شربت القهوة في الكوفي ذي القهوة المختصة صدفة وصورت كدعم لمنتج وطني، ونظفت بشرتك في مركز التجميل لله بالله.
أيضا ليس من حقك أن ترى أنه من الواجب عليك أن تتكلم يوميا، فتأخذك شهوة الكلام للتهريج وتأليف القصص والطعن في الآخرين والكلام في قضايا ليست من تخصصك وهي أكبر منك حجما بكثير.
يقول رسول حمزاتوف «البعض يكثر من الكلام، لا لكثرة الأفكار، بل لأن هناك حكة في طرف لسانه».
وقبل ذلك قال رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع»، وقال صلوات الله وسلامه عليه «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وقال «وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا».
وما «يسنب» به من بعض السنابيين لا يمكن أن يطلق عليه غير الكذب، والكذب أمره خطير، ففي دراسة علمية نشرتها مجلة Nature Neuroscience تم تصوير دماغ إنسان يكذب فوجدوا أن رد فعل الدماغ التلقائي تجاه الكذب ينخفض كلما استمر الإنسان بتكرار الكذب، ثم وجدوا أن سلوك الإنسان الكذاب قد يتحول إلى سلوك إجرامي، أي يتحول سلوكه من مجرد كذب إلى ارتكاب أفعال تؤذي الآخرين.
بقي المخدوع، فمرات لا ألومك عزيزي السنابي، ولكن ألوم من أهدر وقته بمتابعتك، أو تابعك لفترة ولم يكتشف حتى الآن أنه يضحك عليه، ويستغل في كل المسارات: يسوق كرقم مشاهدة، ويسوق عليه ما لا يحتاجه فيدفع الأموال والأوقات من أجله.
وبقي أن أقول لك: ليتك تكسب الجمهور بما يفيد، أما كسبهم بالتهريج والكذب فصدقني لن يدوم طويلا، ويوما ستسقط ويكون سقوطك مدويا بحجم الجمهور الذي جمعته على أسس غير صحيحة.
shlash2020@