بعد مرور الطائرة، التي كانت في طريقها إلى الإمارات عبر الأجواء السعودية خرج علينا الإخوان ومَنْ على شاكلتهم اتباع الحمدين، وأردوغان يهاجمون السعودية ويتطاولون عليها رغم أنهم من بلاد لديها تطبيع كامل مع إسرائيل، ومَنْ يحركهم في الدوحة وأنقرة أول مَنْ طبعوا مع إسرائيل ورفعوا علمها، واليوم بسبب طائرة إسرائيلية عبرت في أجواء السعودية يخونون المملكة، ويتهمونها بأنها خانت القضية الفلسطينية، وأنها تعمل ضد فلسطين، والشعب الفلسطيني، واتهامات ما أنزل الله بها من سلطان.
هؤلاء لعنة الله عليهم نسوا أن أردوغان هو مهندس علاقات تركيا مع إسرائيل، وأن هناك سفارة إسرائيلية في تركيا ترفع علم إسرلئيل ويرفرف فوق السفارة على أراضٍ تركية، بالإضافة إلى العلاقات التجارية والعسكرية والتأشيرات المفتوحة. لكن عندما يتعلق الأمر بالسعودية تجدهم يخرجون من الجحور بعد أن يطلقهم أعداء المملكة من أجل مهاجمتنا، رغم أن المملكة العربية السعودية أعلنت موقفها من القضية الفلسطينية، ولديها موقف واضح وثابت، وهذا الموقف يتمثل في المبادرة العربية للسلام، التي طرحتها المملكة في بيروت بالقمة العربية عام 2002م.
السعودية دولة كبيرة وهي دولة سلام، ومرور طائرة في أجواء المملكة لأنها طائرة سلام كانت في طريقها إلى بلد السلام الإمارات الشقيقة. لكن السعودية لا تسمح بمرور طائرات عبر أجوائها تضر بمصلحة شعوب المنطقة مثل الطائرات القطرية والإيرانية، ولا تقبل أن تكون الأجواء السعودية بابا من أجل مرور طائرات تحمل أسلحة وإرهابيين، ولذلك اتباع أردوغان والحمدين والملالي يهاجمون المملكة؛ لأنها تتصدى لهم ولمخططاتهم الخبيثة، ومعروف أن هؤلاء أعداء السلام، وهجومهم اليوم على المملكة له أهداف خبيثة منها الاستفادة من علاقتهم مع إسرائيل والانفراد بهذه العلاقة. لكن إسرائيل لها وجهة نظر أخرى، وهي اليوم منفتحة على شعوب المنطقة، وتمد لهم يد السلام، وتعلم أن جهودها للتقارب مع الشعوب العربية والإسلامية يضمن لها التعايش في أمن وسلام، وأنه لا حل لأزمات المنطقة إذا ظلت إسرائيل بعيدة عن جيرانها في المنطقة وهي واقع موجود ولا بد من التعايش معها، والتعاون أيضا معها في كل المجالات.
إسرائيل ليست دولة عدوانية كما صورها لنا إعلام ومثقفو القومية العربية، ومَنْ على شاكلتهم، والتعامل معها سوف يؤدي إلى إحلال السلام، والأمن، والاستقرار في المنطقة على عكس دول عربية وإسلامية تسعى لاستهداف السعودية وتدمير دول الخليج، ولا عزاء لأردوغان والحمدين والملالي.
alharby0111@