DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

- إعلنت اسلامي ففضلت العيش في السعودية - الخصخصة سلاح التطوير.. والأكاديميات المشروع الأهم - فتح الاستثمار للأجانب في الأندية يساهم في النجاح - مقومات النجاح في المملكة متوافرة بشكل كبير - «مهد» عمل ممتاز وفي فرنسا مشروع مشابه له - مستعد للعمل على استراتيجية لتطوير كرة القدم - المشروع الفني يحمي النادي من تغيير المدربين

«يحيى» بوم سونغ لاعب منتخب فرنسا السابق لـ«اليوم»:

- إعلنت اسلامي ففضلت العيش في السعودية - الخصخصة سلاح التطوير.. والأكاديميات المشروع الأهم - فتح الاستثمار للأجانب في الأندية يساهم في النجاح - مقومات النجاح في المملكة متوافرة بشكل كبير - «مهد» عمل ممتاز وفي فرنسا مشروع مشابه له - مستعد للعمل على استراتيجية لتطوير كرة القدم - المشروع الفني يحمي النادي من تغيير المدربين
كشف لاعب منتخب فرنسا السابق جيان بوم سونغ في حواره لـ(اليوم)، أن اعتناقه الإسلام قاده للإقامة في السعودية، بالقرب من الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أنه تخصص في الإدارة الرياضية بعد اعتزاله كرة القدم، لافتا لأن تطوير الأندية يبدأ بخصخصتها وينتهي بتواجد مشروع فني يربط الأكاديمية بالفريق الأول، وأن المملكة لديها كل المقومات بأن تتصدر دول العالم رياضيا، وأنها يجب أن تكرر التجربة الأوروبية وأن نجاح المنتخب يرتبط بنجاح الأكاديميات.
- دعنا نتعرف عليك.
أنا "يحيى" بوم سونغ، لعبت لمنتخب فرنسا الأول لكرة القدم، في الفترة من ١٩٩٨ وحتى عام ٢٠٠٦، ومثلت أكبر الأندية الأوروبية مثل نادي ليون الفرنسي، ونيوكاسل الإنجليزي، جوفنتوس الإيطالي، وبانثينايكوس اليوناني، حاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأندية الرياضية المحترفة، وأقترب من الحصول على شهادة تدريب كرة القدم (Pro) من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كما أعمل محللا تلفزيونيا في إحدى القنوات الرياضية الكبرى في فرنسا، وسبق وأن عملت مؤخرا كمساعد مدرب لمنتخب الكاميرون في كأس أمم أفريقيا الأخيرة في الكاميرون عام ٢٠١٩.
- منذ متى وأنت مقيم في السعودية؟
بعد اعتناقي الإسلام فضلت الانتقال إلى السعودية، وأنا مقيم فيها منذ ٤ سنوات، ما بين جدة ومكة المكرمة، وهذا الأمر جاء بفضل الله تعالى، والإسلام هو أفضل هدية لي في هذه الدنيا، قمت بتحويل اسمي من جيان إلى "يحيى"، واتخذت قرارا بأن أعيش بالقرب من الحرمين الشريفين، وهو المكان الذي أراه الأنسب لي ولعائلتي.
- لماذا اتجهت لدراسة إدارة الأندية الرياضية بالتحديد بعد اعتزال كرة القدم؟
في البداية فضلت عدم الابتعاد عن الرياضة، وتجربتي مع منتخب فرنسا والنجاح الكبير الذي شاهدته في الأندية الأوروبية التي لعبت لها هو ما جعلني أتوجه لدراسة تطوير الأندية، كنت حريصا على دراسة كل ما يخص تطوير الأندية ومعرفة كيفية تحقيق النجاح داخل المؤسسة الرياضية فضلا عن عمل استراتيجيات وأهداف، وهو ما تحقق حيث قمت بعمل دراسة واسعة ومستفيضة مع الاتحاد الكاميروني لكرة القدم لتطوير كرة القدم في الكاميرون وحققنا خلالها نجاحا ملموسا.
- ما سبب نجاح الأندية الرياضية في أوروبا؟
في أوروبا حققت الأندية الرياضية النجاح لأن هناك استراتيجيات وأهدافا واضحة يتم العمل عليها من خلال اختيار الأشخاص المناسبين من أهل الثقة ولديهم الإمكانيات التي تساعدهم على تحقيق النجاح، وبكل تأكيد النجاح يتحقق بعد العمل بالأسباب والتوفيق بيد الله، والأندية في السعودية متى ما أرادت أن تصل للنجاح الذي حققته الأندية الأوروبية في جميع المجالات، يجب أن تستفيدوا من التجربة الأوروبية في إدارة الأندية الرياضية المحترفة، وتطبيق بعض الاستراتيجيات التي انتهجتها تلك الأندية، وفي السعودية يوجد كفاءات مميزة، ولاعبون مميزون من خلال مشاهدتي، والسعودية قادرة على تحقيق النجاح.
- برأيك ما أهم الحلول لتطوير الأندية الرياضية؟
هناك حلول كثيرة أبرزها الاتجاه إلى الخصخصة، حيث يجب أن يتم العمل بطريقة مؤسساتية واحترافية بعيدا عن العشوائية، الأمر الذي سوف يسهم في توقف الإهدار المالي، واختيار الأشخاص المناسبين لإدارة الأندية ممن يتسمون بالصدق والثقة وهذا أمر مهم جدا، وتواجد العنصر الأجنبي أيضا مهم لتحقيق النجاح خصوصا ممن سبق لهم العمل في أندية كبرى في العالم ومن لديهم طموح ورغبة للتطوير، بحيث يجب أن تتواجد هذه الكفاءات المميزة لفترة طويلة، وليس لفترة قصيرة ومن أجل المال فقط، كما أن فتح باب الاستثمار للأجانب في الأندية قد يساهم في نجاحها.
الموضوع يتشابه كثيرا مع التجربة السعودية في استقطاب اللاعبين المحترفين المميزين وهو ما انعكس على أداء اللاعبين السعوديين، وتواجد الإداريين المميزين (الأجانب) الذين عملوا في أندية عالمية سوف يقوم بنقل العلم والخبرات للإداريين من أبناء هذا الوطن، وبالتالي سيتحقق النجاح في منظومة العمل.
- كيف يتم تطوير الأندية؟
تعتمد على كل ناد، بشكل عام دعني أقل لك إنه يجب أن يكون العمل في الأندية مترابطا ابتداء من الأكاديمية وصولا إلى الفريق الأول ما يسمى "عمر الاحتراف"، في كل ناد يجب أن يكون هناك ٣ مشاريع: رياضي، وتعليمي، وآخر يختص بالموارد البشرية يهتم باللاعبين، كما أن النادي يحتاج لتطبيق مشروع تقني فني طويل المدى، يضع الخطط الفنية ويختص بمسار اللاعبين، والأجهزة الفنية ويرسم الاستراتيجية الفنية لفريق كرة القدم بالنادي، لعدة سنوات قادمة، حيث إن الأكاديمية هي المشروع الأهم لأنه من المهم جدا أن يتم تغذية الفريق الأول بنسبة٣٠٪ من اللاعبين والعمل بطريقه احترافية، لعدم صرف الكثير من الأموال، ويتم عمل ذلك من خلال عمل خطة لدمج اللاعبين القادمين من الفئات السنية، من خلال خلق بيئة محفزة تتم من خلالها عملية الدمج بطريقة سريعة.
هناك جانب آخر يندرج تحت المشروع نفسه وهو في ما يخص العمل الفني والحفاظ على هوية الفريق الفنية، لأن عمر المدربين قصير في الأندية، ولتحمي مشروعك من هذا التغيير تحتاج فريق عمل فني لديه عقد طويل المدى وهو ما يضع الخطط الفنية من البداية حتى النهاية، يكون على ارتباط مباشر مع الرئيس، واختيار المدرب واللاعبين يعتمد على تقييم الفريق الفني.
- ما الفرق بين إدارة الأندية في الحاضر والماضي؟
الفرق كبير، التقنية تغيرت، اليوم هناك الكثير من التقنيات التي تعتمد عليها إدارات الأندية، ومدربو كرة القدم، والإدارات المحترفة هي من تنجح في استخدام التقنية، الإدارات الناجحة هي من تثق في إمكانياتها وتؤمن بنفسها قبل اعتمادها على التقنية، ومن المهم أن لا يتم استخدام التقنيات بلا علم ومعرفة، فعلى سبيل المثال علم الإحصاء اليوم أحد أهم التقنيات في عالم كرة القدم، هذا العلم يقدم لك دراسة دقيقة للفريق وللخصم، لكن بدون متابعة وملاحظة للاعبين وسلوكياتهم، قد لا تكون هذه التقنية (الإحصائيات) مفيدة.
- كيف ترى الرياضة في السعودية؟
في السعودية كل مقومات النجاح متوافرة، لديكم منشآت رياضية وفرتها الحكومة للأندية على أعلى طراز، وهي غير متوافرة في بلدان أخرى مقارنة بإفريقيا، ولديكم جماهير كبيرة تعشق كرة القدم مقارنة بالجماهير في الدول المجاورة مثل قطر والإمارات حيث الملاعب هناك خالية، لديكم لاعبون مميزون ودوري مميز، كل هذه المقومات تجعل المملكة مؤهلة لتكون واحدة من أفضل الدول في العالم رياضيا، يجب أن يتحد الجميع من أجل نجاح الوطن والتوفيق بيد الله.
- هل توافق لو طلب منك العمل في السعودية؟
موافقتي تعتمد على حسب المشروع، أنا أستطيع المساعدة في عمل استراتيجية لتطوير كرة القدم لأن هذا هو عملي وتخصصي، سبق وعملت مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في مشروع تطوير لكرة القدم ومع الاتحاد الكاميروني في تطوير اللعبة في الكاميرون.
- هناك مشروع جديد بمسمى "مهد" في السعودية سوف يتم من خلاله العمل على اكتشاف المواهب في المملكة.. ما رأيك؟
سمعت عنه، هي فكرة ممتازة، لدينا في فرنسا فكرة مشابهة لها، لدينا مراكز محلية في كل منطقة، ليس جيدا أن يذهب الأطفال بعيدا عن أهلهم، هو أمر متعب وقد ينهي أحلامهم مبكرا لأنهم لا يزالون صغارا. أقترح أن يتم عمل بطولات خارجية بجانب المراكز المحلية بحيث تقام على الأقل بطولتان خارجيتان كل عام للاعبين النشء والموهوبين، وهو أمر جيد يجعلهم يكتسبون المزيد من الخبرة والاحتكاك مع لاعبين من دول أخرى أصحاب أداء عال، والتعود على مثل هذا النوع من البطولات يجعلهم يتميزون في المستقبل، هذا الأمر بكل تأكيد يحتاج لميزانية ولكنه مشروع ناجح.
التعود على اللعب بأداء عال انطلاقا من عمر مبكر، تجعل اللاعب يصل لمرحلة الشباب وهو في قمة النضج، في كرة القدم يجب على اللاعب أن يتعود على اللعب، وفي فرنسا الفئات السنية يلعبون مباراة كل أسبوع، الهدف منها لعب آلاف الساعات في عمر صغير وهو ما يقودك للنجاح مع السنوات، والنجاح يعتمد على التعود والاستمرارية، وهي قاعدة للنجاح.
أضف إلى ذلك، بأن التعامل مع النشء مسؤولية كبيرة وهي تحتاج لخبراء في هذا المجال، الأطفال يجب أن يتم تدريبهم وتثقيفهم على الكثير من الخصال والقيم الحميدة، واحترام القواعد والعمل بروح الفريق الواحد، وزرع روح النجاح في داخلهم، بالإضافة إلى تشجيعهم وقيادتهم للوصول لأهدافهم، وهي مرحلة تكاملية مع العائلة، فعندما يقوم الأهل بوضع أبنائهم في الأكاديمية تضع هناك مسؤولية أخرى، بحيث يجب أن تستكمل مرحلة التربية والتوجيه والإرشاد داخل الأكاديمية.
- كيف تشاهد المنتخب السعودي؟
من أجل أن تعمل على تكوين منتخب مميز يجب أن يكون لديك الكثير من اللاعبين المميزين، ومن أجل توفير اللاعبين المميزين، يجب أن يتم العمل على تطوير الأكاديميات، أنظر إلى أبطال كأس العالم في السنوات الأخيرة، ألمانيا وفرنسا والبرازيل وإسبانيا وإيطاليا، ففرنسا وصلت لستة نهائيات، كل تلك المنتحبات لديها ما يفوق٥٠ لاعبا مميزا، هناك تنافس قوي، تحتاج لفريقين أحيانا للاختيار من اللاعبين المميزين، كل المنتخبات المميزة لديها ما يقل على ٥٠ لاعبا مميزا وهذا هو أحد أهم أسرار النجاح.