لكن ما حدث العام المنصرم بالدوري حتما يعيه الهلال ونجومه، لهذا ستكون هذه المرة الفرصة مواتية لحسم اللقب مبكرا بعيدا عن الحسابات، خصوصا بعد الرباعية القاسية، التي جعلت النصر يفكر في وصافة الزعيم فقط.. الزعيم العالمي الذي اعتاد أن يكون بطلا والبقية يتنافسون على وصافته.
الدوري لا يزال تحت قبضة الهلال مثلما كانت ولا تزال آسيا تحت قبضته هذا الموسم، بل عبر تاريخ آسيا بأكمله، الفريق منذ عودته من المونديال لم يعرف طعم الخسارة كأطول سلسلة مباريات بلا تعثر حتى إن تفاوتت مستوياته وانتظر أحدهم تعثره، تجده لا يسقط، يملك ثقة عالية للغاية الأمر الذي يجعله يعود في أي مباراة ويغير مجرياتها متى ما أراد بهيبته المعتادة وحنكة مدربه الجنرال الجديد لوشيسكو، نعم الجديد من كرر إنجاز الجنرال القديم ابن جلدته يوردانيسكو، الذي دوَّن تاريخا لا ينسى مع الزعيم بل وأكثر، القيصر لوشيسكو رتب أوراق الهلال منذ مجيئه وأعاد بريقه ومجده الآسيوي ويريد أن يكتب في ورقة هذا الموسم الدوري وآسيا معا في سطر واحد وربما يخط سطرا آخر، عنوانه الثامنة.
مدرب عبقري مبتكر يعتمد على أكثر من 11 لاعبا، ويوزع الجهد على كامل الفريق ويلعب كل مباراة ويتحكم فيها برتم معين، يفكر للبعيد، للمنافسة على كل الألقاب وفي الوقت الذي سيفقد فيه منافسوه النفس ستجد الهلال لا يفقد أنفاسه.
لا يدخل بكامل قوته في بعض المباريات، واثق من أدواته ومن كراسته وتكتيكه، ولو أراد أن يلعب برتم عالٍ فلن يقف في وجه الهلال أحد كما فعلها في آسيا. مدرب من طينة المدربين الذين لا يعترفون إلا بالمنظومة ولا ينظر للعمل الفردي، لديه أفق واسع وغايات لا تهزها الضغوطات وإن قدر له تحقيق الدوري السادس عشر فستكون أيضا فرصته كبيرة لدخول عالم الهلال من أوسع أبوابه بعد أن حقق نجمة آسيا السابعة ويطمح للثامنة.
الزعيم العالمي حتى بعد كورونا لم يفقد اتزانه..
ولم يتأثر كثيرا كحال عديد الفرق وكأنه وجد لقاحا مكنه من التعافي مبكرا بعد انقطاع ليقطع شوطا كبيرا نحو الدوري وضمه إلى آسيا، التي لا تزال في أحضان هذا النادي والحضن الكبير للبطولات.
YaserAldkhil@