الخطر الذي تشكله ميليشيات حزب الله الإرهابية في لبنان وميليشيات الحوثي في اليمن وبقية العصابات الإرهابية التابعة لإيران في المنطقة، والذي بات له في الآونة الأخيرة بالغ الأثر في الأوضاع الإنسانية خاصة مع الآثار التي تسببت بها جائحة كورونا المستجد في تلك البلدان العربية والتي لم تردع النظام في طهران عن المضي في تسليح هذه الميليشيات لتمكنها من بث المزيد من الدمار وارتكاب الجرائم والتجاوزات التي من شأنها زعزعة أمن واستقرار المنطقة تحقيقا لأجندات النظام الإيراني الخبيثة.
هذا الإجرام الإرهابي الإيراني بات من الضرورة على دول العالم أن تستدرك آثاره ليس فقط على أمن واستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط بل العالم، وأقرب مثال ما تتسبب به ميليشيات الحوثي من تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن وكذلك سلوكها اللامسوؤل إزاء حالة ناقلة النفط صافر الراسية قبالة الساحل الغربي لليمن، التي قد تتسبب في حدوث تسرب نفطي كبير أو انفجار أو حريق قد يكون له عواقب بيئية وإنسانية وخيمة على اليمن والمنطقة.
وكما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فتسرب النفط المحتمل إلى البحر الأحمر سيضر بشدة بالنظم البيئية للبحر الأحمر التي يعتمد عليها 30 مليون شخص، في جميع أنحاء المنطقة. كما قد يتسبب بإغلاق ميناء الحديدة لعدة أشهر، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الحادة أصلا في اليمن ومنع ملايين الأشخاص من الوصول إلى الغذاء والسلع الأساسية الأخرى، وهذه دلالات أخرى على العواقب الوخيمة المنتظرة من عدم ردع السلوك الإيراني في المنطقة..
وفي إطار يتصل بالمشهد الشامل جاء ترحيب المملكة العربية السعودية، بتصنيف جمهورية ليتوانيا لحزب الله منظمة إرهابية، ومنع دخول أفراد المنظمة لأراضيها. فهو ترحيب يدل على أهمية مثل هذه الخطوات التي تعكس مدى إدراك المجتمع الدولي لخطورة حزب الله الإرهابي وبقية ميليشياته وأذرعه في المنطقة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
المعطيات الآنفة دلالة أخرى على إدراك العالم لخطورة نظام إيران وتبعات سلوكه التي تطال آثارها مكامن الاستقرار الاقتصادي والأمني وظروف العيش الإنساني وهو ما تصبو إليه هذه الدولة الإرهابية من خلال منهجية الابتزاز ولغة العصابات التي تتخذها أسلوبا في تعاملها مع المعطيات الإقليمية بالتالي تعزز الخيار بأنه لم يعد لها الأهلية لأن تكون جزءا طبيعيا من المجتمع الدولي والذي بات من الضرورة أن يتخذ الموقف الحازم لردع تهديدات نظام طهران.