السلوك اللامسؤول الذي يمارسه النظام الإيراني في المنطقة والهادف لزعزعة استقرارها وتهديد أمنها تحقيقا لأجنداته الخبيثة، أمر بات يتجاوز كل الذرائع التي يحاول النظام اختلاقها وتضليل الرأي العام عن طريقها، كذلك لم يعد هناك مجال لكل من يبحث عن نقطة التقاء أو مؤشر يمكن اعتباره بصيصا من أمل لأن تصبح إيران دولة جوار أو جزءا طبيعيا من المنطقة والعالم، في ظل وجود هذا النظام الإرهابي الذي يستمر في دعم وتسليح أذرعه وميليشياته في البلدان العربية ويدعم جرائمهم وتجاوزاتهم لكل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية، فما يحصل في لبنان واليمن وبقية الدول التي تعاني من وجود هذه الأذرع الإيرانية على أراضيها خير دليل على أن هذا الورم السرطاني لا بد له من أن يستأصل عن طريق موقف دولي موحد يضمن تخليص المنطقة من الشرور الممتدة لنظام طهران وعصاباته.
دعوة المملكة العربية السعودية إلى تمديد حظر السلاح على إيران، حسبما أعلن السفير السعودي لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير عبدالعزيز الواصل وقوله بأن إيران تهرب أسلحة لميليشيات مسلحة تعمل على زعزعة استقرار المنطقة.
وما يرتبط في ذات الإطار مما أوضحته الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، من كون المأساة التي حصلت مؤخرا في بيروت تعتبر تأكيدا على الحاجة الملحة لحل التهديد المستمر الذي تشكله ناقلة النفط صافر التي ترسو قبالة الساحل اليمني، وإشارته إلى أن الناقلة قديمة وتحمل أكثر من مليون برميل من النفط، ولم يتم إجراء أي صيانة لها تقريبا منذ عام 2015م، وأنه منذ شهرين، بدأت مياه البحر تتسرب إلى غرفة المحرك في الناقلة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرارها بأكملها وإغراقها وتسرب النفط إلى البحر الأحمر، وأن تسرب النفط سيكون كارثيا على البيئة وسيدمر سبل عيش المجتمعات الساحلية في اليمن، ومن المرجح أن يجرف معظم النفط على الساحل الغربي لليمن في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
فهذه المعطيات الآنفة تلتقي في ذات المشهد الذي يصور السلوكيات التي تمارسها الميليشيات الإرهابية المدعومة من نظام طهران في المنطقة، وترسم أمامنا ملامح الكوارث التي تصاحبها والجرائم الناتجة عنها والتي يذهب ضحيتها الأبرياء وتشكل تهديدا على البيئة والاقتصاد والأمن الإقليمي والدولي، مما يؤكد أنه لا مجال للحياد في موقف المجتمع الدولي من دولة راعية للإرهاب وتصدره لمن حولها وتتخذه أسلوبا لتحقيق مآربها، ولعل تمديد حظر السلاح على إيران خطوة من الأهمية بما كان إقرارها وكذلك ما يعززها من خطوات رادعة لسلوك النظام الإيراني.