خطوة رائدة تلك التي اتخذتها أمانة محافظة الأحساء بتوزيع محلات سوق الحرفيين على أصحاب الحِرَف الشعبية عبر نظام الاستثمار، بعد أن تم التشغيل التجريبي للسوق، وتلك خطوة حميدة سوف تؤدي إلى المحافظة على تراث المحافظة القديم، وعلى رأسها تلك الصناعات اليدوية التي تجيدها فئة من أهالي الأحساء توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، وبقيت ماثلة للعيان حتى اليوم، ولا شك في أن الطراز المعماري للسوق يُجسّد تأصيل التراث العمراني بوسط مدينة الهفوف التاريخي من جانب، ويعزز الأهداف والغايات المرجوّة بالحفاظ على الحِرَف اليدوية وعدم اندثارها من جانب آخر، كما أن إنشاء السوق يعزز أهمية المكانة التاريخية والتراثية للمحافظة.
ومن نافلة القول إن السوق سوف يساهم بفعالية في استدامة الصناعات الحرفية، ونقلها عبر الأجيال واستمرارية دعمها اقتصاديًا وسياحيًا، لاسيما أن الأحساء سوف تتحوّل "بإذن الله" إلى نقطة جذب سياحي في القريب العاجل؛ نظير ما يُقام في ربوعها حاليًا من مشروعات سياحية حيوية.
هذا السوق الرائد يُعَدّ في حقيقة الأمر لفتة مهمة للغاية للحفاظ على التراث والحِرَف اليدوية، وهو مكان يمثل حصنًا للحرفيين لمزاولة مِهَنهم في ردهاته، ويمثل من جانب آخر دعمًا واضحًا لتسويق أعمالهم وإبرازها بالشكل الذي يليق بجهدهم، والمشروع الذي أقيم على مساحة تزيد على 12 ألف متر مربع، وصُمّم من عناصر مستمدة من العمارة الأحسائية الشهيرة، وبقسمَيه الذي خصّص الأول للحِرَف ذات النشاط الذاتي وخُصّص الآخر للحِرَف التي يتم فيها استخدام الماء، ويتوسطه فناء مفتوح يشبه أفنية البيوت التقليدية بالأحساء، هذا المشروع يُعَدّ مفخرة من المفاخر التي يعتز بها أهالي الأحساء، لاسيما أنه سيغدو منصة من أهم منصات إطلاق المهرجانات الشعبية، وإقامة الفعاليات التي تناسب أهمية الحِرَف والفنون الشعبية بالأحساء.
mhsuwaigh98@hotmail.com