الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لجميع المحافظات اليمنية دون تمييز، بما فيها المحافظات التي ترزح تحت وطأة الحوثيين ترسم ملامح المشهد الشامل للجهود الإنسانية المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر لكل المحتاجين والمنكوبين، جهود لا تتأثر بظروف جغرافية أو سياسية أو غيرها من الحيثيات المرتبطة بإطار تلك المعاناة، فالمبادرة لنجدة الإنسان هي الهدف الأسمى وفي ذات الوقت فإن هذه الجهود لها أولوية مطلقة ولا تتأثر كذلك بما قد يكون على أجندة مسوؤليات الدولة، ولعل ما رصد من جهود لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال فترة الحج 1441هـ، رغم أنه استثنائي واستدعى جهدا مضاعفا من حكومة المملكة لضمان أن يتم ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين رغم جائحة كورونا، بل استمرت جهود المركز حتى في أيام عيد الأضحى المبارك، ويمكن رصد أحد صورها في مشروع "بذرة أمان" الذي استفاد منه 600 يتيم ويتيمة من محافظات عدن، ومأرب، وصنعاء، والبيضاء، والجوف، والساحل الغربي. في إطار الجهود الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة ممثلة بالمركز في تحسين ظروف الأيتام وأسرهم ورعايتهم في جميع المجالات، والتخفيف من معاناتهم خلال الأزمة الإنسانية التي يمرون بها.
وكذلك استمرار عبور الشاحنة الإغاثية ومواصلة العيادات الطبية التغذوية الطارئة التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة تقديم خدماتها العلاجية للمستفيدين، وذلك بالشراكة مع مؤسسة طيبة للتنمية، حيث يستفيد المئات من خدمات قسم مكافحة وعلاج الأمراض الوبائية وقسم الرعاية التكاملية وقسم التغذية العلاجية وغيرها من الأقسام.
فحين نتوقف عند بعض هذه التفاصيل الواردة آنفا نستطيع أن نستدرك كيف أن الهدف الأسمى في إغاثة وحفظ ورعاية الإنسان هو أحد الأسس التي تشكل منصة انطلاق إستراتيجيات المملكة، والتي لا تقبل مفاضلة في تحقيقها على حساب الزمان أو المكان أو الظروف المحيطة به والمنبثقة عنه، وهو ما نلمسه مع المبذول في سبيل التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، كذلك في مواقف ثابتة مع شعوب العالم سواء العربي أو الإسلامي أو ما يقع خارج هذه الدائرة من العالم، فهو صدق المبدأ والالتزام الذي تميزت به الدولة في كافة مواقفها وسياساتها عبر التاريخ.
article@alyaum.com