كثيرا ما نرى في حياتنا وتمر علينا مواقف نتخذ فيها قرارات مستعجلة، أو ردود أفعال غريبة قد يراها البعض لا مبرر لها أو لا سبب. هذه القرارات المستعجلة وردود الأفعال تقودنا إلى قيمة مفقودة في حياتنا وهي التثبت. أن تكون متثبتا، أن تكون متريثا متزنا في قراراتك وردود أفعالك. لنثبت فكرة جديدة وهي مبدأ المثير والاستجابة، لنقل أن شخصا ما استفزك بكلمة جارحة (مثير) سيتحتم عليك أن تكون هناك استجابة منك، توجد هناك مسافة بين المثير والاستجابة، هنا لا بد أن تتثبت وتتريث لئلا تتخذ قرارا أو تكون ردة فعلك سيئة في ذلك الموقف، لذلك عليك أن تتحكم وتدرك المثيرات التي قد تسبب لك المتاعب لاحقا وحددها باستجابة محددة. إن هذا المبدأ سهل قوله وشرحه، ولكنه يحتاج فترة من الزمن لكي تثبته في حياتك، ويكون عادة دائمة. إن ما يعينك على تثبيت هذا المبدأ هو وضع عبارة تذكرك بهذا المبدأ في هاتفك المحمول، أو ورقة في مكان تمر عليه كثيرا في يومك. من الأفكار المعينة أيضا هو تعليمك لغيرك لهذا المبدأ مما سيجعله راسخا في عقلك وذهنك. يمكنك البدء بممارسته رويدا رويدا مع مَنْ تحب من المقربين ثم تتوسع شيئا فشيئا حتى يرسخ جيدا في علاقاتك كلها وحياتك. بعد أن تطبق هذا المبدأ في حياتك ماذا ستجني؟ ستجني الكثير والكثير من الفوائد والمكاسب، القرارات المتعقلة والعلاقات الهادئة اللطيفة وردود الأفعال الجميلة، وذلك لأنك كنت متريثا متعقلا متثبتا. إن قيمة التثبت وما يلحقها من مكاسب دليل على رجاحة العقل واتزان الشخصية، ومَنْ منا لا يرغب أن يكون شخصية متزنة وعقله راجحا. ضع ببالك مبدأ المثير والاستجابة وأن تتحكم بهذه المسافة ما بين المثير والاستجابة، وسترى الفرق الذي سيصنعه في حياتك وقراراتك وعلاقاتك.
alialmoharif@