ما الذي أصاب النادي الأهلي ذلكم الكيان العظيم، والذي كان مثالا يحتذى به على كل الأصعدة، إداريا وفنيا وعناصريا، فمسمى لقب قلعة الكؤوس لم يأت من فراغ، وإنما بتكاتف الرؤساء وإداراتهم إبان إشرافهم في العقود الماضية، حتى أصبح الأهلي هو سيد الأندية، محققا أكثر البطولات والألقاب على مستوى جميع الألعاب، فالمحرك الأساسي لتلكم الحقبة التاريخية في مسيرة النادي هو الابتعاد عن المشاكل والانقسامات مما جعل الوئام والتناغم والتفاهم يسود من أجل الكيان، فالحصاد سالف الذكر لم يتحقق إلا بصفاء القلوب، فكان ذلكم هو ديدن ومعدن رجال قلعة الذهب، فتقاسموا حينها أدوار العمل لأجل الأهلي وفي حب الأهلي، حتى ظل النادي (أكثر استقرارا وهدوءا وأمجادا) بعيدا عن المصالح الشخصية والدسائس، التي لم تكن لها أثر آنذاك، وإن حصلت مشاكل إدارية أو فنية أو اختلاف في وجهات النظر فكانت تحل (بهدوء وعقلانية) داخل أسوار النادي، ولا تخرج أبسط التفاصيل لوسائل الإعلام أو للشارع الرياضي، فمن المؤلم أن أقول إنها حقبة قد مضت وفي ظني أنها لن تعود، إلا إذا تصافت القلوب، بين المسيرين، والخروج من دوامة المندسين، خاصة المحرضين في وسائل التواصل الاجتماعي، الذين لا يريدون الخير للأهلي، فتاليا على المسؤولين في الأهلي أن يدخلوا الأخبار السارة والطمأنينة لجماهيرهم المتعطشة، بدلا من المتاهات، وتصفية الحسابات، والدخول في موجة الانقسامات، فالعمل الإداري يجب أن يكون بروح الفريق الواحد، خاصة فيما يتعلق بفريق كرة القدم، فالمهام والصلاحيات يجب أن تكون مقننة وموزعة بين الرئيس والمشرف، فكلاهما حضرا لخدمة النادي عاشقين محبين، ونكن لهما وافر التقدير والاحترام، فلذلك لا يصح التداخل في القرارات، حتى لا تزيد في رقعة الخلافات، وتكبر الفجوة، ويدخل جمهور النادي في حسره، فقد عانى قبل ذلك الأمرين في الموسمين الماضيين، فالفريق أمامه استحقاقات قادمة ومهمة، فيا رجال الأهلي اتركوا الخلافات، واجعلوا ذكراكم رائعة وناصعة البياض، وأسعدوا جماهيركم التي ملت من المشاكل والانقسامات..!!
[email protected]
بحث متقدم
