DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
حالة الهوس التي تسود وسائل الإعلام العالمية جراء فوز باراك أوباما كأول رئيس اسود للولايات المتحدة، لن تنتهي، وهذا الكم الكبير من السخرية اللاذعة والفكاهة المؤلمة، التي انتشرت عقب إعلان انتخابه رسمياً، تعد بمثابة الانقلاب على الكثير من الأوضاع الاجتماعية السائدة في غالبية بلدان العالم الثالث. سخرية لاذعة تعبر عن جروح موجعة، الحدث الأهم، ليس أن أوباما فاز وأصبح رئيساً، لكن أن المجتمع الأمريكي تغير بأعجوبة، لم يكن يلبي متطلبات خارجية، ولم يكن يستجيب لضغوط، لكنه تغير طوعي، يستوعب فيه ما كان يرفضه.. مجتمع تجاوز مشاكله وجروحه، ليس بتجاهلها، كما يحدث في غالبية أوطاننا، لكنه كان يحاول تفهمها، وتحويل نقاط ضعفه إلى مصدر قوة. لا يستطيع أحد أن يمحو من الذاكرة تلك الصور العنصرية البغيضة، وكيف كان لا يسمح للسود بدخول الأماكن المخصصة حتى للكلاب، ولا يستطيع أحد أن ينسى، حتى أوباما نفسه كيف كانت جدته من أمه البيضاء، ترفض ركوب حافلة بداخلها رجل أسود... هذا عدا العديد من القصص التي يندى لها جبين الإنسانية. باراك حسين أوباما فاز، ليس لأنه نصف مسلم سابق، وليس لأنه اسود، وليس لأنه ابن مهاجر إفريقي، إنما فاز لأن المجتمع الأمريكي تغير نفسياً، وبكامل قواه العقلية اختار المرشح الذي يعتقد أنه الأفضل، دون ضغط من حكومة، ودون تدخل من وزارة، ودون مظاهرات كتلك التي نسمعها «بالروح .. بالدم»، والأبرز من كل ذلك، دون أن نلمح وجوداً لجندي واحد. أوباما فوبيا، ستشكل ظاهرة التغيير الجذري في الوعي الإنساني عندما يستوعب مفهوم الشراكة الإنسانية، والإخاء الحقيقي، الإخاء الذي لا يفرق بين كلب، وشخص لمجرد لونه، الإخاء الذي لا يكتفي بالشعارات بل يترجمها إلى شراكة من أجل الوطن، وبنائه لا إلى تقسيمه وتفصيله.. وحتى ندرك عمق التغير، علينا ـ كما قال البعض ـ أن نقارن بين امرأة سوداء، ليس مسموحاً لها بالجلوس فى أتوبيس عام، إذا كان هناك رجل أبيض يقف إلى جوارها، وبين شاب أسود، لا يقاتل فقط من أجل مقعد في حافلة ولا من أجل مكان في الجامعة، وإنما من أجل المكتب البيضاوى في البيت الأبيض، ثم يصل إليه، ليس اغتصاباً، ولا بالقوة، وإنما بكامل اختيار الناخبين الأمريكان، وهم في منتهى اليقظة!،