يعد القطاع السياحي أحد أكثر القطاعات حيوية في المملكة والعالم بشكلٍ عام.. وقبل جائحة كورونا كان ما يقارب مليارا ونصف المليار سائح يجوبون حول العالم سنوياً، حيث يوفر ذلك ما يصل إلى ٣٣٠ مليون وظيفة في هذا القطاع، أي ما يصل إلى ١٠ ٪ من إجمالي الوظائف عالميا، وكذلك يشكل القطاع السياحي ١٠ ٪ من الاقتصاد العالمي.
جائحة كورونا كانت سبباً طوال الأشهر الماضية ومنذ مطلع ٢٠٢٠ بتوقف الحركة السياحية تماماً في العالم كلّة، فماذا سيحدث للسياحة في العالم والسيناريوهات المتوقعة بعد انتهاء هذه الجائحة؟
من الجيد أن تمر السياحة العالمية بمرحلة التعافي السريع وهو السيناريو الذي نرجوه جميعنا وذلك بعد توفير لقاح عالمي سيساهم برفع قيود السفر كواحد من الإجراءات الأولية لعودة السياحة عالمياً بمفهموم وإجراءات جديدة بعد تراجع ٥٨ ٪ من عدد السياح خلال عام ٢٠٢٠ بخسائر مالية فادحة على الدول. والدراسات الاقتصادية تتوقع انتعاشا اقتصاديا سريعا وحركة سياحية عالمية مقاربة للحركة السياحية في ٢٠١٩ وفقاً لمجموعة البيانات الخاصة بالعالم وشركات الطيران العالمية.
التعافي التدريجي للقطاع السياحي هو السيناريو الثاني والتوقع فيه أن تكون العودة بشكل متدرج وعلى مراحل وفترات متباعدة مع تنسيقات دولية فيما بين الدول حول التدابير الصحية والوقائية
اما السيناريو الأخير للقطاع السياحي ما بعد جائحة كورونا هو التعافي البطيء في القطاع السياحي العالمي الذي سيكون سببه الرئيسي هو عدم التناغم في التدابير الصحية العالمية الذي سيستغرق فترة برأيي قد تصل من عام إلى عامين من الآن إذا افترضنا التأخير في اعتماد عقار لكورونا ما سيؤدي لبطء عودة القطاع السياحي لما كان عليه قبل جائحة كورونا.
السؤال الأهم هنا: كيف سيكون شكل السياحة حول العالم بعد هذه الجائحة؟ وهل ستكون هناك بلدان بعيدة عن القائمة السياحية التي طالما تصدرت المشهد السياحي من حيث الكثافة السياحية كإيطاليا مثلاً أم سيتجاوز محبوها الأزمة في سبيل زيارتها!
@HindAlahmed