دائما يتردد على مسامعنا مفهوم بناء العلاقات وأهميته بالنسبة للإنسان على جميع الأصعدة؛ لأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لا يمكنه العيش أو النجاح أو التميّز بمفرده، مهما بلغ من قوة وذكاء، وهذه الحقيقة المطلقة تجعلنا نستشعر نعمة إطلاق مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات تتيح التعريف بالنفس والتعارف على الآخرين وتبادل الخبرات، بشكل مستمر وأسهل بكثير مما كانت عليه وسائل بناء العلاقات قبل إنشاء هذه المواقع.
إن استغلال هذه المواقع في بناء علاقات إنسانية وعملية يسهم بشكل فعّال في تحسين مستوى الحياة الاجتماعية للبشر، ويساعد على تحقيق الأهداف، من خلال التركيز على النقاط المشتركة والتكاملية للأفراد في المجتمعات؛ فالعلاقات عبر هذه المواقع عابرة للواقع ومفيدة بلا شك.
حيث يلعب الإنسان دورا كبيرا في صنع قيمته بالمجتمع، وذلك من خلال قاعدة علاقاته المتنوعة في هذه المواقع، وبالتالي في الواقع؛ ليصبح عنصرا فعالا يفيد ويستفيد. ولا يغيب عن الذهن أن كل الذين أدركوا هذه الأهمية لمواقع التواصل في بناء علاقاتهم مع مختلف الفئات نجحوا في تحقيق الكثير من المكاسب الاجتماعية والعملية والمادية أيضا؛ فالناس بطبيعتهم يميلون لتزكية من يعرفونه شخصيا على من لا يعرفونه وإن كان مبدعا، كما أن مفهوم بناء العلاقات مع الآخرين ليس سهلا كما يعتقد البعض، حيث تتطلب هذه المكانة لدى الآخرين الكثير من الجهد والاهتمام بعلم التواصل وفنونه، سواء كان كتابيا أو صوتيا أو غيره من أشكال التواصل.
لكن هذه الصورة الرائعة الواضحة لا يمكن صنعها باحترافية إلا بالالتزام بأخلاقيات متعددة منها:
- المصداقية.
- الشفافية.
- البحث والاطلاع المتواصل والتفاعل.
- التهذيب.
- العدالة «الرد على جميع الفئات دون تمييز».
- التركيز «معرفة نقاط القوة وإبرازها».
وغيرها من الأخلاقيات التي ستحفز ثقة الآخرين باسمك وفهم طبيعة العلاقة المشتركة بينكم بوضوح.
ولا يخفى أن بناء علامة تجارية شخصية مميزة في أذهان الآخرين حول اسمك ستتجاوز مكاسبها لكل الذين ترتبط بهم بعلاقات، مهما اختلفت التخصصات أو التوجهات، ما يعني ترسيخ أهميتك لدى جميع الأطراف المستفيدة واستمرارية تواجدك في الأذهان بصورة أقوى، وبالتالي نجاحك في بناء علاقات فعّالة ومفيدة.
@maiashaq