تتواتر الأخبار المهمة مؤخراً حول أزمة كورونا المستجد بصفتها أزمة عالمية تهم جميع الفئات في أنحاء المعمورة؛ مما جعلها أرضا خصبة للأكاذيب والإشاعات والخرافات أيضاً.
ورغم أن الدول تحاول قدر المستطاع نحر الإشاعات المتعلقة بالأزمة مبكراً من خلال اهتمام المسؤولين فيها بالظهور الإعلامي الدوري، ونشر البيانات والإحصاءات وإيضاح أهم المستجدات بالتفصيل؛ إلا أن عشاق الإشاعات يتصدرون المشهد كعادتهم عند كل حدث مهم أو أزمة، ولا أعلم حقيقة نواياهم أو أهدافهم خلف تلك الأكاذيب، ولكن العتب واللوم ليس على مطلقي تلك الإشاعات بقدر ما هو على مَنْ يتداولونها رغم علمهم المؤكد بأنها مجرد «سوالف» بلا مصدر رسمي أو صادرة من جهة مخولة بالحديث عن تداعيات الأزمة، ورغم علمهم أيضاً ببشاعة الكذب ونقله وعقوباته الدنيوية والأخروية!
وكل هذا في كفة، والذين يأخذون دور صنّاع القرار والمسؤولين في كفّة أخرى تماماً.. وهؤلاء تجدهم في شقين:
الأول: مَنْ يأخذ دور المسؤولين موبخاً إياهم ومقترحاً بعض الآراء الجهنمية، بل وينتقد قراراتهم وهو في الواقع لا يستطيع إدارة منزل واحد، فما بالك بدولة بحجم المملكة العربية السعودية!
والثاني: الذي يأخذ دور المقرّب من المسؤولين ويسرب الأخبار والقرارات تصريحاً أو تلميحاً!
وسواء صدقت هذه التسريبات أم كذبت، يبقى كاذباً ومتهماً بنشر الإشاعات لا غير.
وهنا تبرز مهمتنا في التصدي لكل كلمة مجهولة المصدر حول هذه الأزمة أو غيرها من الأحداث المهمة، واستحضار أنه لن تخسر بل ستكسب نفسك واحترامك عندما لا تنشر إلا الأخبار الحقيقية من مصادرها الموثوقة، وتذكر: «كذب المتمصدرون وإن صدقوا».
@maiashaq