وبعد أن أخذ الإيراني آية الله خامنئي استراحة من تهديدات الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، أعاد نشر تغريدة قال فيها: «إذا كنت تمشي ببشرة سمراء في أمريكا، فلا يمكنك التأكد من أنك ستبقى على قيد الحياة في الدقائق القليلة القادمة».
وتحولت وسائل الإعلام الحكومية الصينية للهجوم بسرعة عالية. ومن ناحية، حاولت تشجيع الاضطرابات، وسألت جريدة جلوبال تايمز الصينية على تويتر ما إذا كانت الشرطة الأمريكية «جنود حفظ سلام أم قتلة جماعيين؟» وروجت وكالة شينخوا لمقالة في صحيفة نيويورك تايمز تتعاطف مع المشاغبين.
ومن الناحية الأخرى، تريد بكين استخدام أعمال الشغب الأمريكية لتبرير سحق حركة الديمقراطية في هونغ كونغ والقبض على قادتها المسالمين.
وتذاكت جلوبال تايمز في تغريدة بقولها: «اندلاع العنف وسط احتجاجات أمريكية! والمتظاهرون يشعلون قاعة مدينة ناشفيل، ويدمرون سيارات الطوارئ، ويعطلون حركة المرور.. هل هذا «مشهد جميل» كما أطلقت رئيس الكونجرس نانسي بيلوسي على أعمال الشغب في هونج كونج؟».
وتستفيد هذه الأنظمة من انهيار الفرق بين حكم القانون وغيابه، فالعنف والظلم موجودان في كل مجتمع، ولكن في الولايات المتحدة، يمكن أن يتوافرا للعامة من خلال التشريعات والمحاكم، أما مسلمو الأويغور الذين اعتقلهم الحزب الشيوعي الصيني في شينجيانغ لم يكن لديهم ملاذ، كما لم يكن هناك مكان يشتكي فيه مئات المتظاهرين، الذين قتلوا على يد النظام الإيراني العام الماضي.
إن أعداء أمريكا اليوم هم أعداء القيم التقدمية والشفافية لدرجة أننا نشك في أن رسائلهم ستجذب الكثير من الراديكاليين، الذين يحرقون المدن الأمريكية. فهدفهم أكثر انتهازية ويروجونه بسخرية محاولين إقناع العالم بأن المجتمع الليبرالي متعدد الأعراق قد أفلس، وبالتالي فإن الأقوياء يمكنهم بسهولة أن يهاجموا الضعفاء. وإذا حدث ذلك، فتلك ستكون الخيانة الكبرى لذكرى وفاة جورج فلويد.
لم يكن هناك مكان يشتكي فيه مئات المتظاهرين، الذين قتلوا على يد النظام الإيراني العام الماضي على عكس متظاهري أمريكا