نجاح الدول المتقدمة اقتصاديا لم يأت بالصدفة أو لأن شعوب تلك البلدان أعطاهم الله ما لم يعط غيرهم، بل لأنهم كانوا متمركزين ومستعدين للانطلاق عندما حان وقت الانطلاق.
الأزمات تصنع الفرص.. وكلما اشتدت الأزمة كانت الفرصة أكبر وهذا ما أدركته قيادتنا الرشيدة منذ بداية هذه الأزمة، فكثفت الاستثمارات الخارجية من خلال صناديق الدولة الاستثمارية وطرحت البرامج الاجتماعية والمساعدات المالية لمساندة الأفراد والشركات. وهاهي الآن تقارير المحللين الاقتصاديين في وسائل الإعلام الدولية تتنبأ بتموضع المملكة العربية السعودية التموضع الصحيح لانطلاقة جديدة بإذن الله.
«أثبت الاقتصاد السعودي قدرته على مجابهة أزمة كهذه، وستحظى السعودية بعوائد أعلى وحصة أكبر في أسواق البترول عندما تستقر تلك الأسواق، السعودية أكدت قوة موقعها الجيوسياسي»، وحتى تتم الاستفادة القصوى يجب علينا الانتباه والإدراك أننا أيضا يجب أن نتموضع التموضع الصحيح كالجنود متراصين تحت إمرة قيادة شجاعة ذات رؤية واضحة، وفي أعناقنا بيعة شرعية لها على السمع والطاعة في المنشط والمكره.
الناس هم الشعوب والشعوب هي الأمم ومقياس إنتاج الشعوب والأمم هو إنتاج الأفراد كل في مجاله. فحارس الأمن قد يطلب منه أن يقوم بدورة استطلاعية واحدة ولكنه يقوم بدورتين أو أكثر، والطالب قد يطلب منه أن يقوم بحل مسألتين أو أكثر ولكنه يقوم بحل المسائل كلها، وموظف الشركة يعمل لساعات إضافية أكثر مما هو مطلوب منه والمهندس والمدرس والطبيب والوزير والفراش والخفير.. الكل يعمل بطاقته القصوى من أجل رفعة وطن شعاره لا إله إلا الله.
ومتى ما دخلنا في هذا السباق مع أنفسنا، وبدون أن نلتفت أو نشتت أفكارنا بغيرنا وركزنا على الهدف الأسمى سيلهث الآخرون في سعيهم للحاق بنا ولن يستطيعوا، فهذه البلاد «قد حباها خالقي حبه دون البلاد».. مقتبسة من الدكتور محمد القويز.
@EssaAlabbas