قبل فرض قانون الحجر المنزلي في العالم بسبب جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19»، تعرضت لحادث في الحلبة خلال مشاركتي في بطولة للدراجات النارية في مملكة البحرين الشقيقة، ولم أستطع إكمال الموسم بسبب الإصابة، لذلك بدأ الحجر بالنسبة لي منذ ثلاثة أشهر وحتى الآن، تعلمت خلال هذه الفترة دروسا متعددة ومُفيدة لصحتي الفكرية في نفس وقت انهيار صحتي الجسدية، منها قوة التفكير ودوره في شفاء الجسد.
حينما تعرضت للحادث كشف التقرير الطبي عن كسور في أربعة عظام، ولم أستطع المشي لمدة شهرين، فكان هذا الإحساس تجربة للحجر الصحي الذي فُرض بعد ذلك، تعلمت أهمية الصفات الداخلية للإنسان، وكان الصبر من أهمها، سلوك معاكس تمامًا للسباق ولكن ضروري جدًا على الحلبة وخاصة أثناء ممارسة رياضة تنافسية بأناقة، تعلمت التكيف مع الظروف غير المتوقعة وأصررت على قبولها والتعامل معها بإيجابية، كانت صعبة في بداية الأمر ولكن مع مرور الوقت وعون الله أصبحت أسهل.
كرست تفكيري على فعل ما بوسعي بالعظام التي لم تنكسر، وبدأت في التعافي بسرعة أكبر، فعلت ما أمكنني القيام به في بيتي من التمارين البدنية البسيطة التي تطورت مع شفاء العظام.
في هذه الطريقة تعلمت أثر العمل الجاد والإصرار على تحسين الظروف الصعبة، قرأت كتبا متعددة عن التأثير الذهني على الإصابات، وكل ما تعلمته ساعدني في عملية الانتعاش.
هذه الأيام مكونة من تحديات متنوعة لم نمر بمثلها من قبل، ولكن بوسعنا تطوير نقاط قوتنا الداخلية، وبالتالي سنصبح أقوى من الداخل والخارج بعد أن تمر هذه الظروف بإذن الله تعالى.
* لاعبة دراجات نارية