الابتعاد الفعلي عن مقرات العمل، والبقاء لفترات طويلة في المنازل، ومفارقة زملاء العمل، وحتى الأصدقاء، قد تنشئ نوعًا من القلق والتوتر النفسي عند كثير من العاملين، والتوترات أصلًا لا يسلم منها كثير من الوظائف، سواء كانت حكومية أو من القطاع الخاص، فكلٌّ له نصيبه من التوتر والضغوط النفسية، ولا يسلم منها مسؤول أو موظف. وهي للأسف تترك شروخًا تؤثر على طبيعة العلاقات الإنسانية في أعمالنا.
وظروف العمل قد ينتج عنها بعض الضغوط السلبية التي تؤثر على مستوى الإنتاج لدى الموظفين، وقد يمتد أثرها على حياتهم الاجتماعية والصحية، وتنتقل معهم إلى أسرهم؛ مما يؤدي إلى مشاكل لا تنتهي.
والضغوط التي يمر بها الإنسان في العمل تحتاج إلى تنبّه كبير من القيادات والعاملين في الموارد البشرية، خاصة أنها قد تكون معوّقًا كبيرًا لإنجاز الأعمال.
وهناك العديد من الدراسات والبحوث حول ضغوط العمل وطرق معالجتها تناولت الكثير من الوسائل التي يمكن أن يلجأ لها الإنسان للتعافي من هذه الضغوط.
وهناك حاجة ماسّة على مستوى الأعمال لتعزيز برامج التواصل الداخلي التي تساعد في تفريغ هذه الضغوط إيجابيا عبر برامج وفرق عمل منظمة ومبرمجة تساعد الموظفين في التخلص منها، وتجنب آثارها السلبية. وتزداد الحاجة إلى برامج وقنوات يلجأ لها مَن يحتاجها في العمل للتخفيف من هذه الضغوط، ولتساعد في بناء بيئة عمل مميزة.
وهناك العديد من التجارب لجهات حكومية وخاصة تميّزت ببرامج في هذا المجال.
ومع أزمة كورونا، والانقطاع عن العمل، والبقاء في المنازل لفترة طويلة، قد يحتاج كثير من الموظفين إلى الارتباط بأعمالهم، ولو بشكل جزئي حتى يشعروا بأهميتهم وبمكانتهم الوظيفية، وقد تميّز كثير من الجهات بفتح قنوات اتصال تقنية تتيح لموظفيها الاتصال بمكاتبهم في العمل، وتنفيذ أعمالهم عن بُعد.
ولو أن الملاحظ لكثير من الإدارات استغناؤها عن أعمال كثير من الموظفين، وركّزت جهدها على بعض المميّزين وأثقلتهم بالأعمال عبر التقنية، مستفيدة من طاقاتهم الإيجابية ومبادراتهم، متناسين أن ذلك قد يترك أثرًا سلبيًا عليهم وعلى الآخرين، رغم أن مشاركة الجميع تعتبر بهذه الفترة واجبًا وطنيًا تفرضه الظروف الحالية، بل وتخلق روح التنافس بين الموظفين.
dhfeeri@