تقوم إدارة العلاقات والإعلام في المديرية العامة للدفاع المدني مشكورة بحملة إعلامية توعوية تحت شعار #سلامتك_بمنزلك_غايتنا خلال شهر رمضان المبارك. وقد كانت جهود مدير الإدارة للعلاقات والإعلام والمتحدث الرسمي للدفاع المدني العميد عبدالله العرابي الحارثي، وكذلك النقيب محمد العتيبي في الإدارة نفسها واضحة للعيان؛ حيث كانت المواد الإعلامية التوعوية شاملة لكل المجالات التي تُعنى بها المديرية العامة للدفاع المدني، مثلما كانت أيضا ثرية بلوحات إرشادية ذات لغة سهلة مباشرة، ومشفوعة بصور توضيحية توصل الرسالة المباشرة. إضافة إلى ذلك كانت تلك الحملة تتضمن أيضا بعض الفيديوهات الميسرة، التي تشرح بالصوت والصورة طرق الوقاية من بعض الأخطار المنزلية، وتفادي المشكلات الصحية قبل وقوعها.
ومن مبدأ المشاركة في هذا الجهد الوطني الرائع، رأيت أن أطلع القراء على تلك الحملة المفيدة، لعلنا نسهم جميعا في درء بعض المخاطر، وتنبيه من لا يلتفت إلى بعض الأمور المعتادة في المنازل على أنها شيء بسيط، ولا يفكر بأنه قد تأتي أفظع الكوارث من حيث لا يحتسب المرء أنه مصدر خطر. وقد قالت العرب من قبل: «من مأمنه يؤتى الحذِر»! وفي هذا السياق بودّي أن أشير إلى ما سبق أن اطلعت عليه في حملات أوروبية مماثلة؛ حيث كان يقول المسؤولون عنها، إن قرابة 90% من مصادر الخطر تقع في المنازل وليست خارجها. وذكروا حينها السبب في ذلك، لكون الناس عندما يكونون خارج المنازل يكونون أكثر حذرا، ويتوقعون أن يحدث لهم بعض العوارض غير السارة، أما في منازلهم فإنهم يكونون أكثر إحساسا بالأمن. ومن هنا يتميز سلوكهم في المنازل بالتراخي، ولذلك تحدث المفاجآت.
ولنستعرض سويا بعض مضامين هذه الحملة التوعوية، التي تتمحور حول ثلاثة جوانب رئيسة تشمل كل ما في المنزل من إمكانات الخطر وحصول الحوادث أو الإصابات.
الجانب الأول يتعلق بتوفير السلامة الوقائية في المنزل؛ من كاشف الدخان إلى الطفاية متعددة الأغراض، وكذلك بطانية الحريق (ومن خلال الإرشادات والفيديوهات التي اطلعت عليها من إدارة العلاقات والإعلام يتبين ما هي الحالات التي يستخدم فيها المرء طفاية الحريق، والحالات التي يستخدم فيها البطانية لتغطية مصدر الحريق عندما يكون في بداياته، أو تغطية إناء الطهي في المطبخ الذي احترق الزيت فيه بإناء أكبر منه يمنع عنه الأكسجين، ويؤدي إلى توقف الاحتراق).
الجانب الثاني يرتبط بإبعاد مصادر الخطر عن الأطفال؛ سواء تعلق الأمر بالأدوات الحادة التي قد يؤذون أنفسهم بها أو يؤذون غيرهم، أو بالمنظفات والمواد الكيميائية الحارقة التي قد يشربون منها - إن كانوا صغارا - أو يسكبونها على أنفسهم أو يتسببون في أضرار بهم أو بغيرهم. وفي الإرشادات التفصيلية وجدت اهتماما بأدق التفاصيل الضرورية، مثل أن تضع ربة المنزل أو المدبرة والعاملة المنزلية الأشياء الخطرة في عبوات بديلة، فلا يستشعر الأطفال أو ربما الكبار أيضا خطورة ما في العبوة، لكون العبوة الأصلية هي التي تحمل علامات الخطر، أو تُعرف بذلك (مثل علب الكلوروكس على سبيل المثال).
الجانب الثالث يُعنى بالتنبيه على اختيار التوصيلات الكهربائية الجيدة، وعدم تحميلها أكثر من طاقتها، وإقفال أسطوانة الغاز بعد الاستخدام (خاصة إذا كانت داخل المنزل)، والحرص على وجود كاشف تسرب الغاز. فأنصح بالاطلاع على تلك الإرشادات وتدريب الأطفال والعمالة المنزلية على اتباعها!
falehajmi@