فئة «مقنّعةٌ» تنكشف إبان الأزمات وتتكاثر في «طي الكتمان» وتحاول أن تتغلغل بين أفراد المجتمع بشرها، وهي أيضاً تلك اليد التي تجمع وتحصي وتجني من خيرات هذا الوطن لكنها تتنكر وتصفع يد العون التي امتدت لها، سلوكياتٌ فجّة يصعب على العاقل إدراكها فلم يجد لها تفسيراً واستفهامات تطرأ حول الكثير من المواقف والمهازل التي باتت مستغلة من ضعاف النفوس فتبينت المعادن، منذ أيام رأينا (فئة) من «المقيمين والوافدين» يستغلون الأوضاع الراهنة «لصناعة أزمات بالمجان» عبر عدة ممارسات لا أخلاقية (كالبصق على عربات التسوق والعملات المعدنية، واحتكارالسلع الاستهلاكية وحبس الغذاء عن الناس بهدف انتظار غلائه وتدهوره، وناهيكم عن خرق الأنظمة وتدني الاشتراطات الصحية ومشاهدٌ أخرى في صورة أذىً بليغ غير مبرر!)، ومن هنا خالجني سؤال مفاده لماذا تطفو هذه الظواهر على سطوح أزماتنا علناً أم إن الله أراد بهم فأظهرهم لنا!؟ أم إن الذمم المستترة أبت أن تروج من تحت الطاولة، فخرجت عن صمتها لتُظهر ما تضمره النوايا بنا عبثاً واستفزازاً!؟. لكم أن تتخيلوا أن هؤلاء عاشوا على هذه الأرض الطاهرة، وأكلوا من خيرها واستظلوا بفيئها وناموا في حماها، واستيقظوا آمنين مؤمنين فيها، ها هم اليوم ينفثون سمومهم الخبيثة ويبصقون أحقادهم الدفينة بمقدار وطنيتهم المغشوشة للمملكة وشعبها جوراً وعدواناً مبطنين تحت أي مطية ليبلغوا مآربهم، فليعلم الذين أجرموا أن التاريخ سيحفظ في عرض أحداثه هذه الأسماء، وأن السجلات الراهنة تشجب الأفعال وتدين فاعليها بالبينة إلى بعد حين.
عزيزي المقيم يجب أن تعلم أن أرضاً شرّعت لك أبوابها لتقيم عليها وتدخر منها لجيبك وتشيّد صرحك، وتؤسس تجارتك وتحظى بقروضٍ وفرصٍ للغايةِ في حين الوقت الذي كان فيه أكل العيش «مرًّا علقمًا» والفرصُ شحيحةً على أرضك؛ أما هذا كفيلٌ بك أن تحفظ كرامتها وتدافع عن حياضها ولا تعتدي عليها!؟ فأخلاقيات المجتمعات المتماسكة ترفض التهميش والإرهاب، تتكاتف بوحدة الإنسان والانتماء، لا تتشظى وتعلن تخلفها أو تدعو للتحايل أو تحيك مكراً، فالمقيم ابن (المعدن الأصيل) يظهر في وقت الأزمات لا يتمرد ولا ينتهك الأمانات ولا ينشر القبح والعار على أرضٍ مدت له الأكف وأطعمته الرخيص وألبسته النفيس، (المقيم ابن المعدن الأصيل) يظهر بدوره الملموس تجاه الأزمات لا يتمسكن ليتمكن وحين يُملأ شبعاً يرد الجميل شتماً وكيداً لأبناء الوطن الذين اقتسموا العيش والملح في جواره، (المقيم ابن المعدن الأصيل) لا يجند نفسه لخدمة أعداء الأوطان ولا يتماهى مع أهدافهم، فوطن حواك وآواك وأطعمك وصرف عنك شرور الزمان يجب أن توقره وتكف عنه رجسك وشر أعمالك فهل جزاء الإحسان إلا الخسة والدناءة!؟
إن كورونا هتك خمار الكثير من الحقائق بين مستغل يطلب غلته ومنتهز مقيم يستثمر ظهور المحن والأزمات لينتفع بالنصب والحيلة، فظهر صاحب المعدن النفيس والنادر والكريم، وفي المقابل خرج المخاصم والمخالف والمعادي ونفسي نفسي ومن بعدي الطوفان.
يجب أن يعلم الجميع أن في ظل هذه الظروف الاستثنائية قامت المملكة العربية السعودية باحتضان «المقيم والوافد»، وشرّعت في تقييم أوضاعهم لينالوا حياة كريمةً، ويسرت لهم سبل الخدمات والعلاج والمعيشة، وحين تسلل الوباء الى أرض المملكة أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- أن تقدم جميع الخدمات بما فيها العلاج «للمقيم والوافد ومخالفي الإقامة» والمواطن على حدٍ سواء دون تفرقة، فأيُّ عمل هذا!؟ وأيُّ نبل هذا!؟ وأيُّ بطولةٍ تلك!؟؟ حدثني عن الإنسانية وحقوق الإنسان أُحدثك عن وطني، دولة الإنسانية والرحمة السباقة بالخير وصاحبة الأيدي الخفية البيضاء ما حيينا، فالخائن والمخادع والمتآمر كائناً من كان لن تتهاون المملكة عن ردعه، لأن الخيانة لا دين لها، ولا دين لمن لا عهد له، ومن كان أميناً فهو مؤمن حقاً، ومن كان غير ذلك فهو منافق خالص، فالمملكة ليست عاجزة عن أن تلقن درساً قاسياً لكل مقيم تسول له نفسه المساس بحفنة من تراب هذا الوطن الطيب، أو يجاهر بالعبث والفساد في ممتلكاتها نكاية بأهلها، فالخروج عن توصيات القيادة أو التحايل عليها يعد «سلوكا إجراميا اجتماعيا» هدفه بعثرة النظام وانتهاك القوانين والإخلال بالأمن والسلامة، فواجبنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية و«المقيمين الشرفاء» الحفاظ على أمن وسلامة هذه الأرض، وأن نتحد في الدفاع عنها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، فالمجتمع الواعي يشكل خطوة مهمة في عمارة الأرض وسلامة من عليها، والمقيم والوافد شركاء في المسؤولية للحد من انتشار هذا الوباء، «فكورونا» لا يميز بين مواطن ومقيم ووافد، وصُناع الأزمات غالباً ما يطؤهم نصيب الأسد مما اقترفته أيديهم و«الصابون» ليس حلًا دائماً،، تأملوها.
@Felwahalzahrani