DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

فيتامين «د» وفوارق فيروس كورونا

أصحاب البشرة السمراء بحاجة لتناول مكملات المناعة

فيتامين «د» وفوارق فيروس كورونا
فيتامين «د» وفوارق فيروس كورونا
مكملات فيتامين «د» الدوائية يمكنها تعزيز مناعة أصحاب البشرة السمراء في مواجهة كورونا
فيتامين «د» وفوارق فيروس كورونا
مكملات فيتامين «د» الدوائية يمكنها تعزيز مناعة أصحاب البشرة السمراء في مواجهة كورونا
2018 وجدت دراسة طبية أن مكملات فيتامين «د» قللت خطر الإصابة بالسرطان لدى الأمريكيين من أصل أفريقي، وقد يحدث الأمر نفسه مع فيروس كوفيد- 19
13 % معدل وفيات أحد المستشفيات الأمريكية المفتوحة بالهواء الطلق فقط في جائحة الإنفلونزا الإسبانية؛ مما يثبت أن ضوء الشمس أفضل مطهر من الأوبئة
يتوفى الأمريكيون السود بسبب فيروس كوفيد-19/‏ Covid-19 بمعدل أعلى من البيض. ولا شك في أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة، مثل: الفجوات في الحصول على الرعاية الطبية، تلعب دورًا في ذلك. ولكن تم تجاهل عامل محتمل آخر إلى حد كبير في كيفية توغل هذا الفيروس، وهو: نقص فيتامين «د» الذي يضعف جهاز المناعة، ويجعله أقل قدرة على المقاومة.
ونشر الباحثون الأسبوع الماضي البيانات الأولى التي تدعم هذا الربط بين نقص فيتامين «د» والإصابة بفيروس كورونا. ووجدوا أن الدول التي لديها أعلى معدلات الوفيات، وهي: إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، لديها أيضًا أدنى متوسط مستويات فيتامين «د» بين البلدان المتضررة من الوباء.
ويتم إنتاج فيتامين «د» عن طريق تفاعل في الجلد مع الأشعة فوق البنفسجية في ضوء الشمس. وكثير من الأمريكيين لديهم نسبة منخفضة من فيتامين «د»، ولكن أولئك ذوي البشرة الداكنة في وضع أسوأ بشكل خاص لأن «الميلانين» - مادة صبغية بروتينية تفرز من قبل خلايا تدعى الخلايا الطلائية، وتكون في جلد الإنسان - الموجود في بشرتهم يمنع إنتاج الفيتامين.
وبصفتي أمريكيًا صاحب أصول هندية، فإن لون بشرتي يُطلق عليه اسم فيتزباتريك الرابع Fitzpatrick IV، أو ما يعني «بني معتدل».
وبالمقارنة مع أصدقائي البيض، أحتاج إلى التعرض لأشعة الشمس مرتين أو ثلاث مرات أكثر لتجميع نفس الكمية من فيتامين «د»، لذلك أتناول مكملات غذائية بمعدل 5000 وحدة دولية من فيتامين «د 3» بصفة يومية، وذلك حتى أحافظ على مستوى فيتامين «د» في جسدي في النطاق الطبيعي.
ومعظم الأمريكيين من أصل أفريقي أصحاب بشرة من نوعية فيتزباتريك من النوع الخامس أو السادس، لذا فهم بحاجة إلى تناول المزيد من مكملات فيتامين «د» لتعزيز قدراتهم المناعية في مواجهة الفيروس.
ويتطلب هذا مزيدًا من الدراسة بالطبع لتأكيد الأمر، ولكن أبحاثًا سابقة ألقت الضوء على نفس النتيجة. ففي عام 2018، بحثت دراسة مطولة أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام Massachusetts General Hospital ما إذا كان لمكملات فيتامين «د» الطبية أي فوائد صحية، خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب والسرطان. وكان الاستنتاج العام أن فيتامين «د» لم يفعل ذلك، بالنسبة لمعظم الناس.
ولكن بالرغم من ذلك كانت هناك واحدة من النتائج التي تم تهميشها رغم أهميتها بشكل خاص، وكان من المفترض أن تحتل هذه النتيجة عناوين الأخبار الرئيسية بسبب أهميتها الشديدة، وهي: أن مكملات فيتامين «د» قللت من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 23٪ لدى الأمريكيين من أصل أفريقي.
والكيفية التي قلل بها فيتامين «د» من خطر الإصابة بالسرطان عند أصحاب البشرة السمراء هي عبر تعزيز عمل الجهاز المناعي الصحي لديهم، والذي يدمر بدوره الخلايا السرطانية، التي تتطور بانتظام عند معظم الحيوانات والبشر، وذلك نتيجة التعرض لمواد سامة أو وجود مواطن خلل في تضاعف الحمض النووي داخل الجسم.
أيضًا، هناك أدلة على أن انخفاض مستويات فيتامين «د» داخل الجسم يعمي الجهاز المناعي عن اكتشاف هذه الخلايا السرطانية.
وتؤكد عشرات الدراسات الأخرى أن نقص فيتامين «د» هو عامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تصيب الأمريكيين الأفارقة بشكل غير متناسب. والمساهم الرئيس في أمراض القلب هنا هو الالتهاب الذي يستهدف الأوعية الدموية، وتشكيل الصفائح التي تمنع تدفق الدم، ولكن رغم ذلك لم يثبت أن رفع مستويات فيتامين «د» باستخدم المكملات الغذائية يعكس هذا التأثير.
ومن المحتمل أيضًا أن يصاب الأمريكيون السود بمرض السكري من النوع الثاني مرتين أكثر من أصحاب البيضاء. وهنا أيضًا نجد اتصالًا مناعيًا بمعدلات الإصابة بالمرض، حيث يبدو أن مقاومة الأنسولين، الذي يحقن به مرضى السكري من النوع الثاني، مرتبطة بمستويات عالية من السيتوكينات المتداولة Circulating Cytokines.
وبالعودة إلى فيروس كوفيد-19 وعلاقته بفيتامين «د» نجد أن السيتوكينات المتداولة في مرض السكري من الدرجة الثانية هي أيضًا نفس البروتينات المسببة للالتهابات المؤدية لوقوع وفيات بسبب فيروس كورونا المستجد، كما يصف العديد من العلماء مرض السكري من النوع الثاني على أنه «اضطراب في المناعة الذاتية»، مثل النوع الأول.
ويمكن أن يكون الرجوع للتاريخ أيضًا دليلًا هامًا في هذا الصدد، حيث فحصت دراسة أجريت عام 2009 العلاقة بين التعرض لأشعة الشمس ومعدلات الوفيات خلال جائحة الإنفلونزا في إسبانيا بين عامي 1918-1919، والذي أودى بحياة ما يقدر بنحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وكانت الفوارق في الحصول على الرعاية الصحية عندئذ ضئيلة؛ لأن العلاج تألف في الغالب من تدابير داعمة وإجراءات نقاهة فقط، بينما لم تكن الأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات ووحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس موجودة وقتها.
لكن على الجانب الآخر، ولعلاج نفس الوباء أقامت الولايات المتحدة واحدًا من مستشفيات الطوارئ، وهو مستشفى كامب بروكس Camp Brooks Hospital في الهواء الطلق في ماساتشوستس، وكان لهذا المستشفى بالذات قدرات فريدة ومتميزة جدًا في كونه وحدة علاج من الوباء في الهواء الطلق، وفيه انخفض معدل الوفيات من 40٪ إلى 13٪ فقط عندما تم نقل المرضى إلى الخارج، ليثبت بذلك حرفيًا أن ضوء الشمس هو أفضل مطهّر من الأوبئة.