«وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. صدق الله العظيم.
قدر الله وما شاء فعل، لحكمة منه سبحانه اجتاح العالم وباء كورونا، الوباء المجهول علاجه عالميا حتى تاريخه، حيث أوصت مراكز السيطرة cdc بالوقاية فقط وذلك باتباع ممارسات النظافة الشخصية الممتازة والعادات السلوكية الجيدة، مثل طريقة العطس والسعال، وممارسة التباعد الاجتماعي بالبقاء على بعد ستة أقدام على الأقل من الآخرين، وأهم ما أوصت به أيضا البقاء في المنزل، أكرر البقاء في المنزل، الذي ركز عليه قادتنا حفظهم الله، أذكر نحن في نعمة، الرواتب تصرف وكأننا في أعمالنا وتوفير كل ما نحتاجه من طعام وشراب ودواء وعلاج، وكذلك كل من يعيش على هذه الأرض مواطن كان أو مقيما، حتى المخالف شملته الرعاية الطبية وكل ما يحتاجه، أعود وأذكر أيضا بأن الخروج للضرورة القصوى وفي غير أوقات منع التجول، فلا داعي للتذمر. ابقوا في منازلكم أو أن هناك رأيا آخر الذي لا ولن يتحقق ما دامت الأوامر الصادرة من المسئولين صارمة لمصلحة الجميع الفرد والجماعة، حتى زوال الكورونا التي تتناقص الإصابة بها وستزول بمشيئة الله.
البقاء في المنزل نعمة وليس نقمة، فقد قدره الله في هذه الفترة لصالح الأبناء حيث تمر الأيام والأسابيع والشهور وبعض الأسر ليس لديها الوقت لمعرفة مشاكل أبنائها خاصة المراهقين منهم، الأب في عمله والأم كذلك حتى المشاعر كادت أو تكاد تختفي ولا يشعر بها الأبناء، فهل بالفعل كادت أو تكاد؟ لا أظن ولكن غياب التواصل بين الآباء والأبناء في البيت الواحد وعدم الجلوس معهم لو لساعات قليلة السبب الرئيس. والمضحك والمبكي في أكثر الأحيان كان التواصل يتم إلكترونيا لضيق وقت الوالدين وانشغالهم تواصل عن بعد!!
الحياة دوامة وضغوطها ومسئولياتها لا تنتهي، لكن وجود الآباء مع الأبناء ضرورة وواجب ديني ووطني "يوصيكم الله في أولادكم" الأبناء أمانة الله.
دراسات كثيرة أكدت أن الأطفال الذين يقضون مع والديهم وقتا طويلا يشاركونهم في أنشطتهم ومشكلاتهم الصغيرة يتمتعون بصحة عقلية أفضل وذكاء أكبر ويتعزز لديهم النمو وتزداد قدراتهم العقلية والذكائية، ويكونون أكثر قدرة على التفاعل الاجتماعي وتتحسن لديهم الآفاق في المستقبل.
أتمنى على الآباء استغلال هذه الفرصة للبقاء قريبين من أبنائهم وإشعارهم بالأمان واحترام حاجاتهم والحوار الهادئ معهم؛ لفهم شخصياتهم وتقريب وجهات النظر، والتقليل من الفجوة الكبيرة بين الجيلين والآثار السلبية التي تشعر الأبناء بأنكم لا تفهمونهم. كل هذه المتطلبات يحتاجها الأبناء في بعض الأسر أقول بعض ولا أعمم.
وأذكر بأن قاعدتنا الأساسية هو الدين الإسلامي في التربية الحسنة والروابط الأسرية الجيدة.
aneesa_makki@hotmail.com