عرف كلاعب متميز في لعبة كرة اليد، خاصة وأنه مثل أحد أبرز أقطابها على الإطلاق النادي الأهلي، لكن الكثيرين يجهلون أنه بدأ مشواره الرياضي كلاعب لكرة الطائرة، حيث كان يلعب شقيقه الأكبر شوقي، لكن مدرب اليد في نادي الشاطئ جمال صالح تنبأ له بأن يكون لاعب كرة يد بارعا فاستدعاه وأقنعه بتغيير مسيرته نحو كرة اليد، لتبدأ من شاطئ القطيف رواية بزوغ موهبة مميزة في عالم كرة اليد السعودية.
ولأن الدراسة كانت الأولوية لدى إحسان الجشي فقد غادر القطيف نحو جدة لاستكمال دراسته الجامعية، ومع تعرضه لإصابة قوية خلال مواجهة ودية بين الترجي والمنتخب ابتعد عن ممارسة اللعبة، ليخلي الترجي (النادي الذي تكون من اندماج البدر والشاطئ) سبيله، وحينها بدأ تنافس مثير بين الاتحاد والأهلي لخطفه، لكنه فضل الانضمام لقلعة الكؤوس رغم عرض العميد المغري، ليكتب التاريخ من خلال تحقيقه للعديد من الألقاب المحلية والخارجية برفقة الأهلي، قبل أن يتوقف بسبب تكرار إصابته، ورغبة والدته في عودته للقطيف.
ابتعد الجشي عن عالم الرياضة رغم عشقه الكبير لها، وتفرغ لأعماله الخاصة، قبل أن يدق العام 2008 أبوابه من جديد، لينضم كعضو في اللجنة الفنية والمسابقات بعد غياب استمر لما يقارب الـ 20 عاما، لكن تواجد عبدالرحمن الحلافي في رئاسة الاتحاد السعودي لكرة اليد عقب استقالة المرحوم الدكتور سلمان السديري هو ما كشف عن قدراته الإدارية الكبيرة، من خلال تواجده في رئاسة لجنة التدريب والمنتخبات ومديرا للمنتخب السعودي الأول لكرة اليد، ليعيده إلى الواجهة من خلال الخطة الإستراتيجية التي وضعها له، ليتأهل لنهائيات كأس العالم 2013 بإسبانيا، ويقدم مستويات كبيرة، قبل أن يبتعد عن الاتحاد السعودي لكرة اليد، ويبدأ رحلة إدارية ناجحة أخرى مع ناديه الأم الترجي، الذي ترأسه ليحقق معه العديد من الإنجازات البارزة، والتي لن ينساها عشاقه وعشاق الألعاب المختلفة على المدى الطويل.
ولأن «الابتسامة» لا بد وأن تختفي مهما طال بقاؤها، فقد رحل إحسان الجشي بشكل مفاجئ، ليصاب الوسط الرياضي السعودي بالصدمة، وهو ما انعكس على حجم التفاعل مع هذا الخبر عبر برامج التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية السعودية المختلفة، واصفين رحيله بالفاجعة، وهو ما وضع نقطة الختام لرحلة الابتسامة التي كانت حاضرة حتى في أقسى الظروف.