- لا أحد يعرف ما هو مصدر هذا الوباء هل هو اصطناعي أم طبيعي، فيروس كورونا ساهم في التأثير على جميع العالم، والعدوى اليوم تضرب في كل مكان في العالم ولا يوجد أحد في مأمن من خطر العدوى، ولكن الأهم أن يتفهم الجميع ما هو معنى القرارات الاحترازية التي تطالب بالبقاء في المنازل والبعد عن الاحتكاكات، وكل ما من شأنه نقل العدوى بصفة عامة، المملكة العربية السعودية قامت بعدة احترازات وقائية كبيرة وهو ما يجب أن تعمله كل سلطة للحد من انتشار هذا الوباء، ولكن لا يزال بعض الناس غير واع، ولا تزال في خارج المنزل أعداد مهولة في وقت عدم الحظر، يجب أن نستفيد من الدول التي قامت بالتغلب على هذا الفيروس بفضل عقلية المواطنين، وهذا ما نفقده في العالم، وفي البلدان العربية خاصة، ونشكر السلطات السعودية على كل ما تقوم به للقضاء على هذا الوباء.
** ماذا عنكم في نادي أبها.. هل هناك متابعة للاعبين عن بعد؟
- لدينا متابعة يومية مع اللاعبين بالفيديوهات والصور مثل بقية الأندية، ولكن لا تزال الظروف الراهنة مؤثرة على القيام بكل التدريبات كما يلزم، وعلى الأقل اللاعب يجب أن يكسب أقل قدر من اللياقة البدنية، طالبنا جميع اللاعبين بتأدية التدريبات سواء داخل المنزل أو في حديقة البيت متى ما كانت لديهم البيئة المتوافرة، نتابع اللاعبين وأغلبهم يقومون بتأدية التدريبات كما ينبغي وهؤلاء لن يجدوا صعوبة في العودة مع مساعدة الجهاز الفني في النادي متى ما عادت المنافسة من جديد، وهناك أقلية لا تزال بحاجة لمزيد من العمل وهذا طبيعي ولا يمكن إجبار اللاعبين عن بعد، وهي نفس العقلية التي يمتلكها اللاعب العربي والتي سبق وأن تحدثنا عنها كثيرا وأن يفهم اللاعبون ما يصب في مصلحتهم حتى لا يجد اللاعب نفسه مع عودة المنافسة سواء بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة ولياقته هبطت للصفر إذا كان غير ملتزم بتأدية التدريبات وبالتالي يكون عرضة للإصابات بصورة أكبر.
** هل هناك عقوبات للاعبين غير المنضبطين؟
- تم فرص عقوبات على اللاعبين بالخصم من مرتباتهم الشهرية، في حال عدم التزامهم بالتدريبات وعدم المتابعة الدقيقة مع الجهاز الفني، على أن يتحمل كل لاعب المسؤولية، يجب أن يتفهم اللاعبون أهمية مواصلة التدريبات في حالة الطوارئ.
** في حال استمر الموسم الرياضي هل هذا التوقف سوف يؤثر على الأندية؟
- بكل تأكيد سوف يؤثر على الأندية من ناحية المداخيل والمصاريف على حد سواء، والإشكالية الكبيرة أن الأندية لا تعرف ما هو مصيرها، والأمور الغائبة في علم الله، الأمور مرتبطة ببعضها فالأزمة قد تنتهي بعد 15 يوما وقد تستمر لمدة شهرين، لا أحد يعلم.
** تمتلك خبرة كبيرة في السعودية دربت خلالها الكثير من الأندية.. متى بدأت؟ وما أفضل التجارب لك في الملاعب السعودية؟
- دربت العديد من الأندية في السعودية، والتجربة بدأت مع الجبلين 2005 - 2006 في دوري الدرجة الأولى، ومررت بعدة تجارب مع الأنصار، والفيصلي والقادسية، والخليج والتعاون، هناك العديد من الفترات المميزة مثل فترة تدريب القادسية بتواجد السهلاوي والتي تم فيها صعود الفريق للدوري الممتاز، وفترة التعاون التي أيضا ساهمنا في صعود الفريق للدوري الممتاز، ومع نادي أبها العام الماضي نجحنا في صعود الفريق لدوري المحترفين وعملنا عملا كبيرا بقيادة إدارة النادي برئاسة الدكتور أحمد الحديثي، وجميع الأجهزة الإدارية والفنية في الفريق، كان هناك انضباط تام من الجميع ساهم في صعود الفريق وهو الإنجاز الأقوى والأبرز لأنه لم يكن هناك أحد يتوقع حتى 10% بأننا نصعد، كان هناك توقعات من قبل الكثير بأننا نهبط للدرجة الثانية والحمد لله توفقنا وتحصلنا على الدرع.
** صعدت بفريق أبها لمصاف الدوري الممتاز الموسم الماضي.. ما الفرق بين دوري الأولى والممتاز؟
- في دوري الدرجة الأولى الإمكانيات تختلف والأضواء تختلف ونوعية اللاعبين تختلف وهذه هي الإشكالية، هو دوري طويل، دوري لا يمكن معرفة المتصدر فيه من الأخير حتى آخر جولة، المفاجآت تحدث في كل جولة فمثلا تجد الأخير يفوز على المتصدر، وهذا لا تجده إلا في دوري الدرجة الأولى، وعلى العكس في دوري المحترفين (الممتاز) من يقدم العمل يجد النتائج، لأن الميزانيات أكبر والأضواء مسلطة على جميع الأندية، اللقاءات جميعها منقولة تلفزيونيا، واللاعب يحب أن يسطع ويستمتع في نفس الوقت، الإمكانيات والملاعب مميزة التي تلعب عليها الأندية، ولكن نادي أبها يظل كما هو من حيث الملاعب وغرف تبديل الملابس، ومكاتب الإدارة لا توجد هناك منشأة، هناك مجهودات كبيرة تقدم من الإدارة بإمكانيات قليلة.
** ما الفرق بين الكرة السعودية في الماضي والحاضر.. وما الأسباب؟
- الكرة السعودية في الماضي كانت فيها عناصر مميزة، والمنتخب كان مميزا أيضا وهو دليل على أن اللاعبين المحليين ممتازون جدا، وفي الوقت الحاضر اللاعب السعودي هو الناقص في الميادين فعدد اللاعبين المميزين قل، وفي حالة البحث عن اللاعب السعودي لتكوين المنتخب تجد إشكالية كبيرة، وهذا ناتج عن التكوين، وليس تواجد اللاعبين الأجانب فحسب، نعم تواجد اللاعبين الأجانب نقطة من النقاط التي حرمت اللاعبين من التواجد، ولكن أهم نقطة هي التكوين الأول.
** ما هدفكم هذا الموسم.. وما سر التفوق لفريق أبها الذي يحتل مركزا مطمئنا في سلم الترتيب؟
- طموحنا ليس الحصول على الدوري، طموحنا هو تفادي الهبوط من بداية الدوري، والفريق يلعب مؤخرا بأريحية لأن لدينا رئيس ناد على مستوى، يعرف كيف يفكر ويتصرف، بجانب المشرف المميز الأخ عبدالله الشويل هناك أشخاص يخدمون في الخفاء، مثل عبدالله الحربي نائب الرئيس، والمدير التنفيذي عبدالله عايض، وإدارة الفريق التي تقدم عملا مميزا ليل نهار، بالإضافة للإطارين الفني والطبي الذين يقدمون عملا رائعا رغم الظروف الصعبة التي يعملون فيها بحيث لا يجدون غرفة من أجل تغيير ملابسهم في الشتاء وموسم الأمطار وفي كل الظروف، هم تعبوا معي كمدرب ووضعنا أهدافا والحمد لله وصلنا لها، اليوم نحن وصلنا للنقطة رقم 30 التي تعتبر ليست سهلة مقارنة بالفرق الصاعدة، وهذا ما يضعنا في الطريق الصحيح.
** ماذا عن وصولكم لنصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين؟
- الوصول لنصف النهائي لم يكن في الحسبان، واليوم نستطيع القول إن أبها موجود مع الأندية الكبار مثل الهلال والنصر والأهلي، وهذا بحد ذاته إنجاز لهذا النادي الذي تعتبر ظروفه صعبة جدا جدا جدا، نحن لا يوجد لدينا ملعب للتدريبات ولا توجد لدينا غرف، ولا توجد لدينا منشأة، ووصلنا لبعض المراحل التي لا نعرف كيف نقوم بالدخول لتأدية التدريبات في الملعب الفرعي، في حال إقامة مباراة على الملعب الرئيسي، الحمد لله نجحنا في التعامل مع كل الظروف الصعبة.
** أنت واحد من عدد قليل من المدربين ما زالوا مستمرين في الدوري.. كيف يؤثر مسلسل رحيل المدربين على الأندية؟
- موضوع إقالات المدربين يرجع لعقلية إدارات الأندية لأن هناك أندية لديها ضغوطات جماهيرية، وللأسف تتأثر الإدارات بهذه الضغوط، وتتم التضحية بالمدرب خوفا على مصالحهم، فطالما أنت لست مقتنعا بالمدرب لماذا استقطبته؟ هذه هي علامة الاستفهام الموجودة في الأندية.
المفروض إدارات الأندية تتخذ القرار وتستقطب مدربا على حسب الإمكانيات والظروف والأهداف التي تم وضعها، وفي حال الاقتناع بالمدرب يجب حمايته والعمل معه، وكذلك اللاعبون يحب أن ينضبطوا ويخدموا ويعرفوا أن الإدارة لن تقيل مدربا وأنه سيبقى مدربهم، وما حدث في نادي أبها أننا لم نتأثر بالنتائج السلبية والإدارة برئاسة أحمد الحديثي كانت تعلم جيدا، ماذا نقوم به ولم يستمعوا لكلام الناس، التي لا تعرف ماذا يحدث داخل الفريق ولا توجد لديهم أدنى فكرة، ويقومون فقط بالانتقاد، مثل شخص جالس في الاستراحة ويقول أقيلوا المدرب أو يقول لماذا هذا اللاعب لم يلعب ولماذا التشكيلة ليست جيدة! وهو ما عنده حتى (سالفة)، من ينتقد يجب أن يكون ملما ولديه دراية كاملة بالذي يحدث في الفريق والنقد يجب أن يكون بناء، وهذا النوع من التأثير الخارجي غير موجود في نادي أبها الذي يملك إدارة مثقفة واعية تفهم كرة القدم جيدا، وضعت فينا الثقة والحمد لله كنا على قدر الثقة، ونجحنا في إعادة الأمور إلى نصابها، واليوم نحن مرشحون لنصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
** كلمة أخيرة لمن توجهها؟
- أود شكر الإدارة على تجديد الثقة في المدرب عبدالرزاق الشابي وهذا إن دل يدل على وعي الرئيس والمجموعة التي تعمل معه، والاستمرارية مهمة جدا وهي من تأتي بالنتائج الإيجابية وهذا ما اتضح على فريق أبها بالمكشوف، ويجب ألا ننسى أيضا أن نشكر رجل المهمات الصعبة في نادي أبها من خلال وقفته المعنوية مع الإدارة واللاعبين والمدرب والأجهزة الفنية بالفريق وجميع جماهير النادي، وهو سمو الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير الذي دائما معنا - مشكورا- بحضوره في التدريبات وفي أي أزمة يمر بها نادي أبها، والحمد لله كنا في حجم الثقة التي منحنا إياها سموه، وفريق أبها الآن يسير في الطريق الصحيح، والبقاء في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ونتمنى لجارنا فريق ضمك البقاء كذلك.
