DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المجنونة تموج بسبب كورونا!!

المجنونة تموج بسبب كورونا!!
لا شك أن صورة العالم ما بعد فيروس «كوفيد-١٩» أو ما يعرف بكورونا ستختلف اختلافا جذريا على مختلف الأصعدة، وستتغير الموازين اقتصاديا وحضاريا وإنسانيا.. لأن ما يعيشه العالم اليوم نقطة فارقة وخلخلة في منظومات القيم التي كانت تتحكم في تسيير العالم.
أمور بديهية
نعرف أن الاقتصاد هو المؤثر والحاكم في كل العلاقات حتى السياسية منها، وهذا شيء بديهِي ومسلم به يعرفه القاصي والداني.. لو قرأنا المشهد أثناء وباء كورونا لرأينا العديد من النظريات والتفسيرات التي خرجت علينا، لكن الكل بات يعرف أن العالم سيتغير ما بعد كورونا.
مأساة حقيقية
فالعالم اليوم غير ما قبل، ولابد أن نعي ذلك على مستويات عدة.. بل لا نبالغ إذا قلنا إن وباء كورونا أشبه بالصدمة التي انتابت شعوباً وحكومات كانت تظن أنها قادرة على مواجهة أي خطر، وللأسف ظهر العكس. ولو تأملنا الجانب الإنساني لرأيناه مؤثراً إلى أبعد درجة.
فكثير من المشاهد والتحليلات التي حاولت أن تصل إلى تفسير للعلاقة ما ببن كبار السن والكورونا حتى أن أحد العلماء الإنجليز قال في تحليله إن كبار السن أصبحوا عالة على المجتمع الأوروبي، فجاء الفيروس ليخلص العالم منهم، وسمعنا أيضاً عن أب فرنسي طلب رؤية أبنائه قبل وفاته، لكنهم رفضوا وداعه خوفا من كورونا.. يا لقسوة الكلمات وقسوة المشهد.
مبادرات الرياضيين
لا شيء مؤكد، فكل مصاب له الجانب الإنساني وأيضا الجانب الاجتماعي الذى يشعرك بأن الإنسان في أي مكان في العالم توحد ضد الوباء كالوحش الكاسر فكان من الضروري أن تظهر نماذج من التكافل الاجتماعي والوقوف بجانب بعضنا البعض والأمثلة في هذا السياق كثيرة ومتنوعة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، فنرى المبادرات العديدة التي قام بها الرياضيون والفنانون ورجال الأعمال.
سباق الخير
كثير من نجوم الساحرة المستديرة تسابقوا للمساهمة في الحد من وباء كورونا، فها هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، يؤكد مجددا اهتمامه البالغ بالمجتمع وخدمة الناس، حيث قرر اللاعب الأسطورة تحويل سلسلة الفنادق التي يمتلكها في البرتغال إلى مستشفيات للمساهمة في الجهود المبذولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد. وقرر رونالدو تحويل الفنادق التي تحمل علامته التجارية «سي آر 7» إلى مستشفيات لعلاج المرضى المصابين بهذا الفيروس مجانا. كما قرر رونالدو أن يدفع رواتب الأطباء والعاملين بهذه المستشفيات من ماله الخاص. كما تبرع بمليون دولار ومواد طبية لمستشفيات في البرتغال، ومسقط رأسه ماديرا، وسار على دربه الارجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الاسباني الذي قدم مليون دولار تبرعا منه لمكافحة كورونا في إسبانيا والأرجنتين.
نجوم كثر أمثال سرجيو راموس لاعب ريال مدريد قدم تبرعات عينية ومالية، والسويدي إبراهيموفيتش والفرنسي بول بوجبا قاموا بحملات لجمع التبرعات لمساعدة المنكوبين، الأمر لم يقتصر على نجوم الساحرة المستديرة، بل نجوم التنس الأرضي روجيه فيدرر الذي تبرع بمليون دولار في إطار حملة لجمع 10 ملايين دولار، وأيضا الصربي ديوكفيتش تبرع بمليون دولار.
رأينا أيضاً فريق يوفنتوس يتنازل لاعبوه عن جزء من مستحقاتهم لمدة ثلاثة أشهر ليصل المبلغ الى تسعين مليون يورو، وسيعني قرار التخفيض، تنازل رونالدو عن 3.8 مليون يورو من راتبه السنوي، ويحصل رونالدو على الراتب الأعلى في صفوف يوفنتوس إذ يتقاضى نحو 31 مليون يورو سنويا.
ووافق لاعبو برشلونه على تخفيض أجورهم، وايضا اتليتكو مدريد، كما قام ريال مدريد بتحويل ملعب سانتياجو برنابيو الى مخزن للأدوية والمواد الطبية، وتشيلسي حول فندقه الى مستشفى لعلاج المصابين، كما تبرع بيب جوارديولا مدرب تشيلسي بمليون دولار.
وفي عالمنا العربي تسابق نجوم الرياضة العربية في تقديم يد المساعدة، في صورة وحدت المشهد الرياضي في العالم لمحاربة فيروس كورونا.
بعد الحالات الانسانية التي سجلها مشاهير الساحرة المستديرة هل سيعاني سوق الانتقالات حالة ركود ام سيزدهر أكثر وتبقى أسعار التعاقدات على ما هي عليه خيالية؟
تجميد الحياة الرياضية
الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص كانت أكثر المتضررين من الوباء بعد تعليق النشاط الرياضي في كل دول العالم تباعا لتتجمد الحياة الرياضية بشكل كامل، فلم يكن بمقدور أي لعبة أو اتحاد على الصمود في وجه العاصفة العاتية التي اجتاحت العالم ولم ترحم أحدا فالجميع وقف عاجزا، فلم تفرق بين النجوم والمشاهير وبين المغمورين والأشخاص العاديين فالكل في وجه العاصفة سواء.
أسئلة حائرة
الكثير من الأسئلة تدور في أذهاننا وتحتاج إلى إجابات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي وبشدة ما الوضع الذي سيكون عليه حال الساحرة المستديرة بعد التخلص من جائحة كورونا؟
هل ستستمر تلك الأسعار الخيالية التي يتقاضاها اللاعبون؟ تلك الاموال المتطايرة بمليارات الدولارات.. هل ستكون كما هي بعد كورونا كما كانت قبل كورونا؟
لغة الأرقام
هل ستبقى لغة الأرقام كما هي عليه، وتبقى كرة القدم عالما مؤثرا في المال والاقتصاد والاجتماع.. وتصرف من أجلها مليارات الدولارات.. التي لو وزِعت على مجاعة العالم لحُل هذا الملف العالق من أساسه.. أم ستعود كرة القدم.. تلك التي بدأت بالمُتعة للبشر.. قبل أن تدخل العالم المجنون لصناعة تجارية مربحة بالمليارات؟
هل بعد التخلص من الوباء واستئناف النشاط الرياضي ومع عودة الحياة الرياضية الى طبيعتها سيظل شغفنا كما هو، أم سيصيبه الفتور؟ هل ستبقى المدرجات على حالها مكتظة بالحضور الجماهيري، وستبقى الجماهير متيمة بنجوم فرقها ولاعبيها وتتنقل وراءهم في كل مكان عن الدرجات أم ستظل أسيرة للوباء خشية هجماته المرتدة؟!
مما لا شك فيه أن العالم ما بعد كورونا سيكون بشكل آخر مختلفا وما علينا سوى التنبؤ بما سيحدث بناء على ما يجري ونراه، وعلينا أن نكون مستعدين، ليكون لنا مكان في هذا العالم.