قال لي الكبير حول فيروس كورونا: أستغرب خوفكم المبالغ فيه من فيروس كورونا؟.
قلت: هو وباء ولا بد من الخوف.
قال: نعم هو وباء ولا بد من الخوف، ولكن ليس الخوف المبالغ فيه الذي يدفع لزيادة نسبة الإصابة بالمرض، فالخوف المطلوب هو الذي يدفع للاحتراز واتخاذ وسائل السلامة، وهي أسباب أمر المولى سبحانه باتخاذها مع التوكل.
رأى صمتي واهتمامي، ففي وقت الشدائد يظهر العقلاء ونحتاج حكمة الكبار، فأكمل:
تصدق أحد الأشخاص في مجلس من المجالس وجدته يتحدث بأرقام مبالغ فيها عن الإصابات، ويوجه بإرشادات أقل ما أقول عنها إنها قاتلة، لم ألمه الحقيقة كثيراً!
قلت: من الملوم إذاً؟
قال: الملوم الوجوه التي كانت جالسة في المجلس تستمع لهذا الهراء بصمت الجبناء، هذا طالب اهتمام أو شهرة، وجد جواً خالياً فتكلم، وزاد الأمر عندما لم يجد من يقول له: اصمت وكفى كذباً، فإن كان يخترع الكذبات من عنده فهو مجرم يجب أن يبلغ عنه ويحاسب، وإن كان يمرر ما يسمع فهو كذاب أحمق، يجب أن يؤخذ على يده.
قلت: ومن يستطيع أن يقنع الناس؟!
قال: غريب أن يسأل مثلك هذا السؤال! أولاً أبدأ بنفسك صمتاً عما لا تعرف، وإسكاتاً لمن يهرف، وابتعاداً عن متابعة كل أحد، والتزاماً بالتعليمات وسيحجّم الضرر وتنتهي آثاره، ثانياً: فكر بالمنطق ولغة الأرقام وانظر لما حولك، البيئة المحيطة حولك تثبت قلة المصابين، فكم عدد الذين تعرف أنهم مصابون بكورونا؟، وقيادتك التي تقود شعباً يتجاوز عدد سكانه والمقيمين على أرضه 34 مليون إنسان تقول: إننا بخير وإلى خير، ما المصلحة وهي التي قامت بإجراءات احترازية قوية أن تتكتم أو تقلل.
قلت: ماذا بقي؟
قال: بقي أن تعرفوا النعمة التي أنتم فيها، عقيدة صحيحة ما تركت خيراً إلا ودللتكم عليه، ولا شراً إلا وحذرتكم منه، فتقولوا «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا، وعلى الله فليتوكل المؤمنون»، وأمن وأمان مع خوف هذه الحالة الاستثنائية أدرك ذوو الإدراك أهمية عدم التفريط فيه، وقيم شامخة تدفع الرجال لبذل الغالي والنفيس من أجلكم.
تبسم ثم قال: في الرخاء الكل قائد، وفي أوقات الأزمات عليهم أن يلتفوا حول القادة إن كانوا يريدون النجاة، وثقوا: أنكم بخير، وستكونون بخير، وإلى خير بحول الله.
@shlash2020