بيان هيئة كبار العلماء الذي أصدرته بخصوص كورونا من أهم البيانات التي تؤكد متابعة علمائنا الأجلاء كل ما يحقق مصلحة الوطن والمواطن، وهي ليست غريبة على هذه الهيئة التي تضم نخبة من أصحاب العلم الفضلاء الذين يسعون لتحقيق نفع العباد والبلاد فيما يرضي الله عز وجل، وجاء في بيان الهيئة بشأن ما عرض عليها في الرخصة بعدم شهود صلاة الجمعة والجماعة في حال انتشار الوباء أو الخوف من انتشاره. إنه وباستقراء نصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها وقواعدها وكلام أهل العلم في هذه المسألة، فإنه يُحرم على المصاب شهود الجمعة والجماعة لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يورد ممرض على مصح)، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها. وأضافت الهيئة إنه من قررت عليه جهة الاختصاص إجراءات العزل فإن الواجب عليه الالتزام بذلك، وترك شهود صلاة الجماعة والجمعة ويصلي الصلوات في بيته أو موطن عزله، لما رواه الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه قال: (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إنا قد بايعناك فارجع. أما من خشي أن يتضرر أو يضر غيره فيرخص له في عدم شهود الجمعة والجماعة لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار). وفي كل ما ذكر إذا لم يشهد الجمعة فإنه يصليها ظهرا أربع ركعات.
هذا البيان يأتي متوافقا مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للحد من انتشار كورونا الذي ضرب الكرة الأرضية بلا هوادة وخلف الوفيات والخسائر الاقتصادية الكبيرة وصنفته منظمة الصحة العالمية ـ جائحة ووباء عالميا ـ، ولذلك لابد من تعاون كافة الجهات في المملكة للحد من انتشاره، وقد حققت السعودية ولله الحمد تقدما كبيرا في هذا الموضوع بفضل من الله، حيث تعتبر من أهم الدول التي أخذت بكافة التدابير والاحتياطات لسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها من خلال تأجيل الدراسة والأنشطة الرياضية وإلغاء المهرجانات وكافة التجمعات؛ نظرا لأن هذا الفيروس يجد أرضا خصبة للانتشار في التجمعات البشرية المختلفة.
منظمة الصحة العالمية أشادت بجهود المملكة القوية في هذا المجال، ولا ننسى تعاون كافة القطاعات مع وزارة الصحة ـ الجهة المعنية ـ وعلى رأسها هذه الهيئة الموقرة التي يبذل أعضاؤها ما يستطيعون لتحقيق الصالح العام.
هيئة كبار العلماء كانت دائما وأبدا هي السند القوي للدولة والجهة التي تنظر للأمور بمنظار العقل والتدبر.. وفق الله القائمين عليها من علمائنا الأجلاء لكل خير.
almarshad_1@