لم يزل إشراق وحضور وبهاء فاروق حسني (الفنان) وهو الوزير الأسبق، الذي أخذ بالفن في مصر والوطن العربي إلى مصاف متقدمة من خلال المشاريع والفعاليات الفنية المتنوعة، خاصة بينالي القاهرة الدولي وندوته، الذي كان أحد التجمعات الفنية، التي استقطبت أهم الأسماء وتجاوزت الحدود العربية إلى تجارب عالمية مهمة، كان لي شرف المشاركة في بعض دورات بينالي القاهرة وندواته الموازية، وكانت القاهرة تعيش حالة فنية متقدمة فترة البينالي، الذي كان يقام أواخر ديسمبر كل عامين، التقيت بفاروق حسني الفنان في معرضه المشترك، الذي أقامته قاعة ورد في دبي قبل أعوام وبدعوة منها لحضور المناسبة. تقاسم فاروق حسني المعرض مع النحات الكبير آدم حنين، والثنائي الفني مع اختلافه كان ذا إيقاع يتلاقى في المنهج، الذي يتجه إلى درجات قصوى من الاختزال والتجريد، تعرفت على فاروق حسني بالحوار والنقاش والإنسانية، التي يتمتع بها، كنت في دورات سابقة التقيت معه في بينالي القاهرة كوزير لكن روحه الفنية كانت تغلب وهو يناقش في الفن وحوله، من اللقاءات الأخرى عندما افتتح وبحضور عدد كبير من فناني مصر (معرض الفن السعودي) بدار الأوبرا عام 1989 ونظمته جمعية الثقافة والفنون. أما في دورات البينالي فكان الفنان والوزير والمسؤول. تعتبر أعمال فاروق حسني صيغة مختلفة على مستوى التجربة المصرية، وقد تعرفت على أول أعماله في مجلة «فنون عربية» أوائل الثمانينيات وقبل أن يتقلد وزارة الثقافة المصرية كانت تنسجم مع تجاربه الفنية اللاحقة، وكان في عمله الفني السابق كمَنْ يقتنص لحظة شاردة، يثبتها كفعل فني في فضاءاته اللا متناهية، فاروق حسني فنان يؤمن بحركة الفن كحياة؛ لذا فهو لم يتوقف عن هذه الحيوية قبل أن يكون وزيرا وأثناء ذلك وبعده.
solimanart@gmail.com