يوجد في المملكة 17 محمية في مختلف المناطق وتحتل ما يقارب الـ 5% من إجمالي مساحة المملكة، وتهدف إلى الحفاظ على النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها والنمر العربي والوعول والغزلان والطيور والنباتات البرية النادرة والهامة، ومن أبرزها محمية حرة الحرة ـ شمال غرب المملكة ـ بمساحة أكثر من 13 ألف كيلومتر، ومحمية الخنفة ـ شمال المملكة ـ بمساحة أكثر من عشرين ألف كيلومتر، ومحمية الوعول ـ المنطقة الوسطى من المملكة ـ بمساحة أكثر من ألفي كيلومتر، محمية محازة الصيد ـ المنطقة الغربية شمال الطائف ـ بمساحة أكثر من ألفي كيلومتر، ومحمية جزر فرسان ـ جنوب المملكة في البحر الأحمر ـ بمساحة 600 كيلومتر.
هذه المحميات تشرف عليها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وتقوم عليها من جميع النواحي الرقابية والتنظيمية وخلافه حتى تحولت إلى مواقع مهمة تستهوي الناظرين وتأسر الألباب وحدائق غناء تجذب هواة الطبيعة وراغبي الاستجمام حيث تمت إعادة انتشار العديد من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض في بيئاتها الطبيعية وفي أمن وسلام من عبث العابثين الذين يقومون باقتلاع النباتات وقتل الحيوانات دونما حاجة لذلك مما هدد تلك السلالات بالانقراض لولا توفيق الله ثم تدخل الهيئة الفطرية بالحفاظ عليها وحمايتها من خلال إقامة المحميات المختلفة.
يمكننا تشبيه المحميات ووضعها بحدائق السفاري التي تقام في بعض الدول وتحتضن العديد من الحيوانات والأشجار والنباتات في بيئاتها الطبيعية ويأتي إليها الزوار من كافة دول العالم مشكلة جذبا سياحيا فريدا ومصدرا مهما من مصادر الدخل خلاف ما تعطيه من انطباع للزائر عن التنوع السياحي في تلك الدول وهو ما يختلف عن المعتاد في السياحة مثل سياحة التسوق أو السياحة الطبيعية والآثار وغيرها، ولذلك فإن سياحة حدائق السفاري لا توجد إلا في دول محددة، ولو تم تفعيلها في المملكة خاصة في ظل وجود البنية التحتية المتكاملة ـ المحميات ـ فإنها ستعتبر نقلة مهمة للسياحة السعودية، كما أنه لا توجد مشكلة في ذلك من الناحية التنظيمية والأمنية لأنه لن يتم دخول الزائرين إلا بتنسيق مسبق مع الهيئة الفطرية وبسيارات خاصة تقوم بنقل السياح لمدة يوم كامل في إحدى المحميات حسب اختيار الزائر الذي يستطيع الاستمتاع بمنظر المها والنمر العربي والغزلان والوعول وغيرها من حيوانات وطيور ونباتات في رحلة فريدة ومدهشة.
في حال تم تطبيق هذا الاقتراح فإن المملكة ستعتبر الدولة الأولى على مستوى الشرق الأوسط والدول العربية التي تطبق هذا النوع من السياحة، وهو ممكن التطبيق لأن البنية التحتية موجودة ويتبقى بعض الإجراءات التنظيمية والترتيبات التي لن تكون عائقا في مقابل ما تجنيه المملكة من جذب سياحي ومصدر مهم من مصادر الدخل.
almarshad_1@