أظن أن الوقت قد حان لتقوم وزارة السياحة بالاهتمام العملي والفعلي بالبيوت القديمة الآيل معظمها للسقوط بمحافظة الأحساء لتحويلها إلى متاحف ومشروعات استثمارية، لاسيما أنها تمثل في حجمها تراثا مهما لا بد من إحيائه والمحافظة عليه، فالبيوت الطينية تمثل في حقيقة الأمر جزءا مهما من تاريخ هذه المحافظة، حيث تحتفظ كما هو مشاهد بالعيون المجردة بتراث معماري يمتد لعقود من الزمن، وللأسف أن تلك البيوت تحولت إلى ركام وأنقاض وتهاوى بعضها مع مرور السنوات في وقت أظن أن الحاجة ماسة للغاية لإعادة ترميم تلك البيوت وتحويلها إلى متاحف مفتوحة، لاسيما أن الدولة تسعى سعيا حثيثا لبلورة صناعة السياحة بالمملكة لتغدو مصدرا جديدا من مصادر الدخل.
تلك البيوت تحمل في جنباتها زخما تاريخيا لا بد من إحيائه، وقد ذهب المختصون والمهتمون بالتراث في هذه المحافظة إلى أهمية الإبقاء عليها وعدم إزالتها لأي سبب من الأسباب بحكم أنها تمثل تراثا يمكن العوة إليه، فهو يحمل تاريخا عميقا وعبقا يتجسد في تكوينات تلك البيوت من جانب، ويتجسد في سيرة حياة عاشها الأجداد داخل تلك الكنوز «المدفونة» إن صح التعبير من جانب آخر، ويبدو أن إزالتها بحجة التهالك وأنها آيلة للسقوط أو أنها تحولت إلى مستودعات للنفايات قد تكون من الحجج غير المنطقية أو العقلانية.
والبديل عن الإزالة كما أرى ويرى غيري من الحريصين على إحياء تراث هذه المحافظة يكمن في ترميم تلك البيوت القديمة لتغدو معالم سياحية كغيرها من المعالم، وقد عمدت وزارة السياحة لترميم العديد من الآثار في هذه المحافظة وغيرها من محافظات ومدن المملكة، فإزالة تلك البيوت القديمة وتسويتها بالأرض وعدم الاهتمام بترميمها تمثل خسارة حقيقية لا تعادلها خسارة، فثمة مبان قديمة في وسط مدينة الهفوف كأحياء الكوت والنعاثل والرفعة والمزروعية وغيرها من الأحياء، التي يجب الحفاظ عليها وعدم التفكير في إزالتها.
وما ينسحب على أحياء مدينة الهفوف ينسحب كذلك على مدينة المبرز كأحياء السياسب والمحايل والشعبة وغيرها من الأحياء، وأعتقد أن بالإمكان إعادة ترميم تلك البيوت حتى إن كان بعضها آيلا للسقوط، فأجيالنا الحالية والأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن المعطاء لا بد من وقوفهم على تراثهم الجميل في تلك الأزمان الجميلة، التي عاشها الأجداد داخل تلك البيوت القديمة بكل ما تحمله من مكونات وبكل ما تحمله من إرث تاريخي يحكي لهم طرفا من حياة زاخرة بالعطاء وزاخرة بحب تراب هذا الوطن.
أتعشم بأن تولي وزارة السياحة أهمية خاصة لتلك البيوت التراثية، وقد اتخذت الوزارة العديد من الخطوات الحميدة، التي صبت في روافد تلك الفكرة الحيوية، التي من شأنها الحفاظ على تاريخ هذه المحافظة والحيلولة دون نسيان ذاكرتها، التي تتمثل في أحد جوانبها بتلك البيوت التراثية القديمة.
mhsuwaigh98@hotmail.com