الوصف الذي أطلق على مشروع «نيوم» بأنه يمثل أرض المستقبل، هو وصف عقلاني ودقيق للغاية، ذلك أن هذه الأرض بما تحتويه من تنفيذ أنظمة الرقمية تعد بالفعل أول مكان في العالم تحول هذه الأنظمة إلى واقع مشهود، حيث إن جميع البيانات الصحية وغيرها من البيانات سوف تأخذ بأساليب استخدام الأجهزة الحديثة للأمن السيبراني، بعد خطة محكمة لتدريب آلاف المواطنين على استخدام تلك الأساليب في تلك الأرض، وبالتالي فإن المشروع برمته سيغدو من أهم المدن الذكية في العالم، المعتمدة في أساسها على تطوير نمط الحياة، حيث ستتحول هذه الأرض إلى منطقة ذكية بالكامل، حيث تستخدم فيها المعلومات الذكية لتحسين مستوى معيشة القاطنين فيها.
وهذا يعني ضمن ما يعنيه أن هذا المشروع العملاق في المملكة سوف يستقطب على أرضه حوالي مليون ساكن بحلول عام 2030م، وهو من أهم الخطوات التنموية النوعية التي طرحتها القيادة الرشيدة في رؤيتها الطموح لصناعة المستقبل الأفضل لهذا الوطن المعطاء، والمشروع يعنى بصورة خاصة بوضع الخطط المتعددة لتطوير الحزم الكبرى من المنافذ الرقمية الأساسية ذات العلاقة المباشرة بالتعاملات الإلكترونية المختلفة لكل نواحي الحياة، وإزاء ذلك وصف بأنه يمثل أرضا لمستقبل واعد سوف يربط كافة الوجهات والبيانات والذكاء الاصطناعي داخل أنشطته المتطورة.
ويمكن القول بطمأنينة تامة ومطلقة أن هذا المشروع الحيوي يعتبر أول مشروع من نوعه يعمل بالطاقة بنسبة مائة في المائة، من خلال اعتماده الكلي على نظام يتمتع بحماية شاملة وكاملة، فتطوير النظام الطبي فيه على سبيل المثال لا الحصر حيث الاعتماد على جمع البيانات الصحية للسكان والتنبؤ بمشاكلهم الصحية قبل وقوعها، يعد أسلوبا متقدما للغاية من شأنه أن يطور أنماط الحياة لسكان المشروع بطرائق ذكية لا يمكن توافرها في بيئات حياتية أخرى، بما يرسم شكلا جديدا من أشكال حياة من سماتها توفير أقصى حالات الرفاهية والرخاء لقاطنيه.
ومن الأساليب النوعية المتقدمة توفير نظام سفر جديد غير مسبوق، يلغي كافة الإجراءات والتعقيدات المألوفة من خلال استخدام مسح البيانات الحيوية، إضافة إلى ذلك فإن ما يتوافر في المشروع من شبكات ذكية سوف يؤدي إلى تحسين أداء وفعالية الشبكات الكهربائية، ومختلف الخدمات المزجاة لسكان المشروع ذات ارتباط مباشر بتقنيات تعتمد على أنظمة معلوماتية دقيقة، كتطوير منظومة الحماية ووضع الإستراتيجية المدروسة للمشاريع المستقبلية لقيام أول منطقة في العالم تعتمد اعتمادا كليا على استخدام تقنية المعلومات.
[email protected]