وكان تحقيق لقب السوبر الإسباني أمام نادي أتليتكو مدريد في البطولة التي استضافتها مدينة جدة في المملكة العربية السعودية له مفعول السحر على ريال مدريد الذي عاد لإسبانيا بطلا واستطاع حسم صدارة الليغا والتأهل لدور الربع نهائي من كأس ملك إسبانيا.
ليجعلنا نتساءل هل يعيد زيزو حالة الطوارئ تلك التي اجتاحت القارة العجوز؟
الليغا هدف رئيسي!
لم يكن ريال مدريد بعيدا عن الصدارة هذا الموسم، وفي لحظات كثيرة كان أقرب لها، وفي بعض الأحيان الظروف حرمته منها، لكن مخططات مدربه زيدان باعتلاء قمة الدوري الإسباني تحققت في النهاية وجاءت قبل نهاية شهر يناير وفي وقت وجيز.
عندما عاد ريال مدريد برفقة كأس السوبر الإسباني كانت تتنظره مباريات صعبة، والأولى كانت أمام إشبيلية في البرنابيو، وتمكن الفريق من تحقيق الفوز بفضل ثنائية كاسيميرو.
بعدها خرج لملعب خوسي ثوريا ليواجه ريال بلد الوليد، وتمكن من خطف الثلاث النقاط بصعوبة بفضل رأسية مدافعه ناتشو.
هدية "الخفافيش"
في هذه الجولة قدم فالنسيا هدية ثمينة للمرينغي عندما أطاح بصدارة برشلونة بهدفين مقابل لاشيء. ليتمكن ريال مدريد من اعتلاء الصدارة وبفارق ثلاث نقاط عن غريمه الأزلي.
أما في هذا الأسبوع فكانت صدارته على المحك لأن مباراته الدورية كانت أمام الأتليتي في ديربي مدريد، سيميوني كان يفكر فقط في حرمان زيدان من الاستمتاع بصدارة الليغا مثلما حرمه في أوقات كثيرة التلذذ ببطولة على حساب ريال مدريد.
ذكاء زيدان
تمكن زيدان بذكاء من وضع سيميوني في مأزق عندما قرر أن يلعب معه كل شوط بطريقة مغايرة، والتي آتت أكلها وفاز بها مرة أخرى ليؤمن صدارته ويؤكد أن الليغا هدف رئيسي هذا الموسم.
وتأتي جدولة مباريات الريال المتبقية في الليغا في صالح الفريق، خاصة وأنه لعب جل المباريات الصعبة التي كانت خارج الأرض في القسم الأول، وأصعب المواجهات التي سيلعبها خارج البرنابيو ستكون أمام ريال بيتيس وريال سوسيداد وأتليتك بيلباو.
كأس الملك
على الرغم من كثرة الاستحقاقات للنادي الملكي وكثرة الإصابات وتذبذب المستويات، إلا أن زين الدين زيدان لم يهمل المتطلبات الأساسية لهذه المرحلة وهي "الحياة في كافة البطولات"، كانت أولويته الوصول لهذه المرحلة مع بقاء إمكانية الفوز بجميع الألقاب.
في الواقع لديه بطولة لكنها الأقل أهمية بالنسبة للنادي وللجماهير.
ورغم جدولة الاتحاد الإسباني لبطولة كأس الملك وإضافة بعض القوانين التي زادت من صعوبة المباريات إلا أن النادي تمكن من الوصول للدور ربع النهائي ومرشح بقوة للعبور إلى نصف النهائي، رغم أن القرعة وضعته في مواجهة نادي ريال سوسيداد الذي يملك مجموعة شابة وبمستوى رائع، وستكون مباراة حافلة بالمتعة هذا الخميس، لكن زيزو ولاعبيه لن يفرطوا بأي لقب هذا الموسم وهم يتعاملون مع الكوبا بجديه واضحة.
الفلسفة vs الواقعية
هي أيام معدودات فقط لتعود عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران من جديد، وأوقعت القرعة نادي ريال مدريد في مواجهة صعبة أمام نادي مانشيستر سيتي الإنجليزي في دور ثمن النهائي من البطولة، والفارق بين الناديين من حيث الإنجازات لا يجعل المنافسة بينهما بقدر ما يراه الكثيرون لقاء ناريا بين "زيدان وجوارديولا".
ستكون المباراة يوم 26 فبراير في سنتياغو برنابيو الأولى بالنسبة للمدربين، ويسعى جوارديولا أولا لتحقيق الهدف الأساسي من وجوده في مان سيتي وهو محاولة تحقيق دوري الأبطال بعدما خسر المنافسة على لقب البريمرليج مبكرا هذا الموسم، أما بالنسبة لريال مدريد فهي البطولة المحببة له وهو صاحب كل الأرقام القياسية فيها، ويريد زيزو أن يعيد اللوس بلانكوس إلى القمة من جديد مع تحدي شخصي يتمثل بعدم تواجد "أيقونة الثلاثية التاريخية" كريستيانو رونالدو.
مواجهة زيزو مع بيب هي وجبة كروية دسمة لعشاق كرة القدم وسيكون فيها أمران مختلفان هما الفلسفة والواقعية، فهل تنتصر فلسفة جوارديولا على واقعية زيدان؟
فالفيردي في الموعد
نعم، هي كلمات الرئيس الشامخ فلورنتينو بيريز بعد تتويج ريال مدريد بكأس السوبر الإسباني في يناير الماضي، عندما قال: "لا أعرف بوغبا!".
ويبدو أن الأوروغوياني الشاب صاحب 21 عاما والذي يخوض أول موسم له مع النادي قد أنسى المسؤولين والجماهير تلك المطالبات بالتعاقد مع اللاعب الفرنسي باول بوغبا.
فيدريكو فالفيردي الذي فاق توقعات كل متابعي كرة القدم بما فيهم جمهور النادي الملكي قد حجز مكانه في النادي لسنوات بشكل رهيب، والفضل يعود لأمرين الأول ثقة اللاعب الكبيرة بإمكانياته والثاني ثقة زيدان في لاعبه وتقديم الفرصة له مع الفريق، ولم يخذل فالفيردي من راهن عليه وقدم مستوى لافتا جعله يخطف الصفة الأساسية في خط وسط النادي الذي يكتظ بالنجوم.
سلسلة ذهبية
لم يتذوق ريال زيدان الخسارة منذ 21 مباراة، حيث فاز في 16 مباراة وتعادل في 5 مباريات، ويطمح اللاعبون في مواصلة هذه السلسلة الإيجابية إلى أقصى ما يمكن، وستساهم هذه الإحصائيات الإيجابية في رفع مستوى التحدي للاعبين في التدريبات وشحنهم معنويا في المباريات.