وينتظر عشاق رياضة السيارات في المملكة بشغف الإطلالة مجددا من نافذة رالي حائل على البطولات العالمية؛ لإبراز مواهبهم وقدراتهم الفنية والإدارية والتنظيمية، فكان رالي حائل هو الحلم الذي تحول لحقيقة في فترة وجيزة حولت حائل لعاصمة الراليات الصحراوية وملتقى أبطال العالم على مدار الـ14 سنة الماضية.
وللمرة الأولى منذ انطلاقة الراليات في المملكة سيكون رالي «عروس الشمال» هذا العام متاحاً للمتسابقات الراغبات بالمشاركة في السباق، الذي سيقام داخل مسار صحراوي بمسافة إجمالية تقدر بـ1700 كلم، موزعة على أربع مراحل تشهد تنوع مختلف التضاريس في صحراء المنطقة، التي تحمل القيمة النسبية المميزة والمناسبة لاتساع إقامة مثل هذا الحدث النوعي.
وانطلقت النسخة الأولى من السباق «الصحراوي» في التاسع من فبراير 2006م، وسط مساحات شاسعة من الصحراء، بمشاركة 44 فريقاً، وبلغت مسافة السباق في أول عام لانطلاقته 450 كيلو متراً مقسمة على جولتين كل جولة بواقع 225 كيلو متراً، فيما تم في عام 2013 زيادة مسافة السباق لتصبح المسافة 1200 كيلو متر من الطرق الوعرة والكثبان الرملية، التي يخترقها المتسابقون حتى بلوغ خط النهاية.
وفي النسخة الأولى من الرالي، شارك نحو 30 متسابقاً سعودياً بعد أن أقيمت الجولات التدريبية المؤهلة لرالي حائل في كل من الرياض وجدة والخبر وحائل، لاختيار سبعة متسابقين من كل منطقة، إضافة إلى مساعديهم. وقبل بداية الرالي بشكل رسمي خضع جميع المتسابقين لتدريب لمدة أربعة أيام في حائل، تحت إشراف خبراء دوليين، وحقق المركز الأول آنذاك المتسابق السعودي فرحان الشمري.
ويعتبر رالي حائل تظاهرة رياضية ومحطة «سنوية» ذات انعكاسات اقتصادية واجتماعية وسياحية وثقافية، تمكن من تعزيزها هيكل إداري وتنظيمي متميز يضم لجانا عدة تعمل بالتعاون مع جهات معنية بالحدث، من أهمها هيئة تطوير منطقة حائل والهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية ومجموعة من القطاعات الحكومية والأمنية والخدمية الأخرى، حتى نجح الرالي في تحقيق نقلات «نوعية» متتالية على مستوى تصنيفه وتطور محتواه، إذ تحول مع الوقت من مسابقة محلية إلى سباق رياضي «إقليمي»، وصولاً إلى واحد من أهم الأحداث الرياضية الدولية التي تقام بشكل سنوي في السعودية.
1700 كلم مسافة السباق موزعة على 4 مراحل