mulhim12@
جمهورية العراق دولة تغطي مساحة تقدر بنصف مليون كيلو متر مربع وسكان يبلغ عددهم 40 مليون نسمة. أرض من أقدم الحضارات شهرة ويمر بها نهرا الفرات ودجلة. وفي التاريخ الحديث، أصبحت العراق دولة ملكية في العام 1932م وسط تطور مستمر في كل مناحي الحياة. ولكن تغير كل شيء في العام 1958م بعد انقلاب دموي غير مسار كثير من الأمور ليس في العراق فقط، بل وعلى مستوى المنطقة. واختفت الدولة التي كان الكثير يتوقع أن تكون العراق إحدى الدول الصناعية الكبرى في العالم بسبب وفرة المياه والأيدي العاملة واحتياط كبير في موارد الطاقة البترولية. ففي تلك الفترة كانت العراق متقدمة على كثير من الدول مثل الصين وكوريا الجنوبية. وما نراه اليوم في العراق هو انعكاس لعدم إدارة الجمهورية العراقية بالشكل الصحيح وسط تخبط من حكوماتها المتلاحقة بغض النظر عن سنوات الحرب العراقية- الإيرانية أو غزو دولة الكويت أو الغزو الأمريكي لها. ولعلم القارئ لا يزال كثير من المحللين العسكريين يرون أن أسباب قدرة أمريكا على غزو العراق بواسطة عدد قليل من القوات لا يتجاوز 200 ألف جندي أن العراق كانت مفككة ومخلخلة من الداخل.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق ووسط تخبط سياسي كان بالإمكان تفاديه استغلت إيران الفرصة لكي تتغلغل في الشأن العراقي وتتحكم فيه بواسطة نافذين في الداخل العراقي سهلوا من المهمة الإيرانية. ومع الوقت أصبحت إيران تتحكم في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والمذهبية. ورأى العالم كيف أن رموزا سياسية يعتريها الفساد وقيادات دينية أصبح همها الأول مصالحها الشخصية، بل إن بعض القيادات الدينية يسمع عنها العراقي ولكنه لا يراها. وليمتد ويتوسع أسلوب السيطرة الإيرانية إلى أن قال المواطن العراقي لقيادته كفى تلاعبا بالمشاعر وكفى تبديدا للثروات. وعند ذلك قام المواطن العراقي بالنزول إلى الشارع ليتفاجأ بدموية الرد الذي واضح فيه تواجد العناصر الإيرانية أو الموالية لإيران وهي تستخدم كل عناصر القمع والقتل ليتضح أن ما يجري في العراق أكبر من كونه تدخلا إيرانيا، بل اتضح أن ما يجري هو سيطرة إيرانية على كل شيء كشفته ردود الفعل بعد مقتل الإرهابي قاسم سليماني. وبذلك تحول العراق من دولة كان من المفروض أن تكون أغنى دولة في العالم إلى دولة مفككة لا يعرف شعبها أي نوع من الأمن والأمان والرخاء الاقتصادي.
mulhim12@
mulhim12@