رحل " صانع الفرح "، ليفجع الوسط الرياضي بغياب جديد لأسطورة طالما تغنى محبي كرة القدم السعودية، وعشاق الزعيم على وجه التحديد بها.
فوسط أحزان كبيرة عاشها مع المرض لسنوات طويلة، غاب اليوم الأحد نجم مبارك عبد الكريم اسطورة الهلال في ثمانينات القرن الهجري، والقائد الأول في تاريخ زعيم الأندية السعودية، ليترك محبيه مع ذكرياته الدائمة، تلك التي تزينت بالانتماء والإخلاص والوفاء والتضحية لمن عشق.
ويعترف التاريخ لمبارك عبد الكريم بأنه أول قائد نجح في حمل كأس الملك في العام 1381 هـ، كما كان قائد الزعيم الذي حمل كأس الملك في العام 1384 هـ، وكأس ولي العهد في نفس العام من أمام الاتحاد في كلتا المناسبتين.
مبارك عبد الكريم، الرجل والقائد والمعلم كما يصفه من زامله من مختلف أندية المملكة، كان لاعبا من الطراز الرفيع، اشتهر بالمراوغة والتسديدات القوية والمتقنة، حتى أن أحد من لعب بجواره يؤكد بأن تسديداته دائما ما تكون بين الخشبات الثلاث أو في العارضة أو في القائمة، لما يملكه من دقة عالية.
وعلى مدار مشواره كقائد للفريق الهلالي، تحصل مبارك عبد الكريم على العديد من العروض المميزة للانتقال، وخصوصا إلى ناديي الاتحاد والأهلي، لكنه ظل وفيا لعشقه الهلال، وقرر الاستمرار في صفوفه وعدم مغادرة أروقته بشكل نهائي، بل قدم العديد من التضحيات من أجله، ولعل الحدث الأبرز الذي يتذكره التاريخ كان بيعه لمنجرته، التي كانت مصدر الدخل الوحيد له، ومنح المبلغ الذي تحصل عليه لبعض لاعبين الهلال من أجل مساعدتهم ومنعهم من الانتقال آنذاك.
أما الأولويات فكانت الحجر التي يتلاعب فيها، فبالاضافة إلى كونه أول قائد سعودي يرفع كأس الملك، كان كذلك أول قائد يرفع كأس لقبين مختلفين في مدينتين مختلفتين خلال 14 يوما فقط، كما كان أول لاعب سعودي يدخل قائمة الناجحين في تسجيل 100 هدف خلال مختلف المسابقات السعودية ابان ممارسته لرياضة كرة القدم رفقة الهلال، النادي الذي ساهم في تأسيسه مع رفيق دربه الشيخ عبد الرحمن بن سعيد (رحمه الله).