الثوابت السياسية الواضحة للمملكة تتجدد باستمرار، وقد جاءت في صورة من صورها على لسان معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، أثناء إلقاء كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، حيث أكد معاليه أن المملكة ذات سيادة ولا تقبل انتشار معلومات عنها مبنية على الشائعات المغرضة الخالية من الحقائق تماما، فانتقاد القضاء السعودي والنيل منه ومحاولة تشويه صوره الناصعة مرتبطة بتلك الشائعات التي لا يريد مروجوها منها إلا قلب الحقائق ونشر المزاعم المغلوطة عن المملكة، وطالب بتحري الدقة واستقاء الحقائق من مظانها ومصادرها الموثوقة بدلا من نشر الأكاذيب التي لن تنطلي على الرأي العام العالمي الواثق من تلك الثوابت الراسخة وصحتها.
وقد أشار معاليه إلى أن المملكة تواصل منذ زمن بعيد مكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله ومسمياته الشريرة إلى أن يتم اجتثاثه من جذوره، وتلك مكافحة ليست جديدة في حد ذاتها، فالمملكة كانت ولا تزال تلاحق الخارجين عن القانون والناشرين لموجات التطرف والإرهاب والطائفية وخطابات الكراهية، وتلك مكافحة مرتبطة ارتباطا وثيقا وجذريا بمبادئ وشرائع وتعليمات العقيدة الإسلامية السمحة، التي تتخذ منها المملكة أسلوبا لتحكيمه في سائر أمورها وشؤونها.
وترى المملكة أن النظام الإيراني يمثل الداعم الأكبر لظاهرة الإرهاب في العالم، ويتضح ذلك من دعمه المطلق للميليشيات الحوثية في اليمن وللإرهاب المتمثل بحزب الله في الجنوب اللبناني وللمنظمات الإرهابية في العراق، وقد نفد صبر الشعوب التي ذاقت الأمرين من جرائم النظام الإيراني، فجاءت التظاهرات العارمة في شوارع العراق ولبنان واليمن وفي الشوارع الإيرانية أيضا لتندد بسياسات نظام طهران في تلك الدول وغيرها من دول العالم.
ومن الثوابت السياسية المعلنة للمملكة مطالبتها لساسة قطر بتغيير سلوكهم الداعم للإرهاب، ومواصلة مساعداتها اللا محدودة للشعب اليمني ومساندة كفاحه ضد أعدائه من الميليشيات الحوثية وأذنابهم، وقد قدمت المملكة 14 مليار ريال لتنمية اليمن، ومازالت تطالب المجتمع الدولي بإدانة الميليشيات الحوثية التي ارتكبت أفظع الجرائم بحق الشعب اليمني، وبحق المملكة أيضا، فقد أطلقت 300 صاروخ ضد المنشآت المدنية ومائة طائرة مسيرة على الأراضي السعودية، وتعلم دول العالم يقينا أن المملكة لم تشعل الحرب في اليمن، وأن تلك الميليشيات هي التي أشعلت فتائل الحروب في اليمن، وأنها مازالت سادرة في غيها برفضها الانصياع لأي حل سلمي وضربها القرارات الأممية ذات الشأن عرض الحائط.
article@alyaum.com