mulhim12@
بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة وعلى وجه الخصوص بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ذكر الكثير أن ما حدث بين الدولتين هي أمور متفق عليها وكأنها مسرحية أو مؤامرة وما إلى ذلك. وفي البداية أقول إنه سبق أن كتبت عن أمور تخص معنى كلمة المؤامرة، وأن منطقتنا هي الأكثر ترديدا لهذه الكلمة، دون أن نفرق بين أحداث سياسية تحدث بسبب المصالح، أو محاولة للتوسع في النفوذ، أو أخطاء من طرف يستغلها الطرف الآخر. ولكن وفي نهاية المطاف، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تواجه أي منافسة لها إلا ضد الاتحاد السوفييتي وقت الحرب الباردة والصين في وقتنا الحالي. وباختصار، فإيران ليست الدولة التي تحتاجها أمريكا أو تهابها لكي تتعامل معها بأسلوب المسرحية أو المؤامرة. فأمريكا في وقت من الأوقات دمرت نصف قوات إيران البحرية، وقامت إحدى سفنها الحربية بإسقاط طائرة مدنية إيرانية، ودمرت جزءا كبيرا من منصاتها البترولية، وقيدت من حركتها أثناء الحرب العراقية-الإيرانية. وإضافة لذلك عزلتها عن العالم بغض النظر عن حادثة ما سمي بكونترا غيت. وحاليا فالكثير يتجاهل مدى تأثير الضغوط والمقاطعة الأمريكية لإيران. وباختصار شديد هو أنه لا توجد مسرحية أو مؤامرة بين أمريكا وإيران مهما قاله المحللون السياسيون. فالعداوة بين أمريكا وإيران موجودة منذ العام 1979م، ولا تزال رغم ما نراه من ميول بعض الأحزاب الأمريكية للتقرب لها. وهذا أمر طبيعي في السياسية الأمريكية. وهذا الشيء رأيناه وقت الأخذ والرد بين أمريكا وكوريا الشمالية، عندما كان بعض أصحاب القرار في أمريكا يميلون إلى التهدئة والحديث مع كوريا الشمالية. وهذا أمر طبيعي في دولة مثل أمريكا أصبحت هي الوحيدة التي لديها القدرة على حرية الحركة في أي نقطة في العالم. وكما ذكرت، فأمريكا في الوقت الحالي لا تضع اعتبارا إلا للصين وتراقب كل تحركاتها وخاصة التطور العسكري. وأما الدول الأخرى فيتم التعامل معها على أساس أنها جزء من التمدد في النفوذ. ولعلم القارئ، فالصين مثلا لديها مخطط منذ العام 1945م للسيطرة على تايوان وبسط النفوذ على على كل جنوب شرق آسيا. فهل نعتبر ذلك مؤامرة أم محاولة للتمدد في النفوذ؟؟.
وأخيرا، فالواقع يقول إن كل الدول تريد أن تبسط نفوذها وتتمدد على حساب الآخر سياسيا واقتصاديا. فمتى ما وجدت الفرصة الملائمة، فتقوم بالتحرك. فالموضوع ليس مؤامرة، بل هو تخطيط محسوب وواضح.
mulhim12@
mulhim12@