على (تويتر) وجدت مَنْ يؤيدني حين قلت إننا بحاجة إلى فترة صمت غنائي، بعد أن تدافعت الحفلات الغنائية مؤخرا، وأصبح بين كل حفلة وحفلة، حفلة. أي أننا نصبح ونمسي على مواعيد حفلات غنائية، كثير من وجوه مطربيها ومطرباتها مكررة. كانت وجهة نظري أن كل شيء إذا زاد عن حده حمّض وانقلب إلى ضده، ولم يعد له طعم أو قيمة.
كان من بين ما عُرف فيه المطربون العرب الكبار مثل أم كلثوم وعبدالحليم وفيروز، وكل مجايليهم، أن الناس كانت تنتظر ظهورهم في حفلات غنائية على أحر من الجمر. وأم كلثوم بالذات كان لها موعد شهري ثابت ووحيد لا تتقدم ولا تتأخر عنه. هذا الظهور المدروس والمحسوب، والنادر أحيانا، شكّل جزءا من شخصيات أولئك المطربين وقيمتهم لدى جماهيرهم العريضة في الوطن العربي.
الآن، خاصة بعد تدافع وكثرة حفلاتنا الغنائية في المملكة والخليج، نكاد نفقد لذة الانتظار والترقب لمطربنا المفضل. وتكاد الحفلات، تلو بعضها، أن تتحول إلى مزارات لإزجاء أوقات الفراغ مثلها مثل الملاهي والمطاعم والحدائق العامة؛ أي أنه لا طرب ولا (سميعه)، ولا وظيفة حقيقية لما يُقدم في هذه الحفلات.
هذه، على كل حال، وجهة نظري، وأحتفظ للآخرين بحقهم في إبداء وجهة نظرهم. ومنهم مَنْ أبدى بالفعل رأيا مختلفا مستشهدا بنفاد تذاكر أي حفلة ولأي مطرب بعد ساعات من طرحها. وأنا لا أنكر ذلك ولا أكابر عليه، لكنني أظن أنه يقع تحت ما قلته سابقا من أن هناك إقبالا لتزجية الوقت وليس للمتعة والتطريب، وهذه، فيما أعلم، ليست وظيفة الغناء بشكل عام، ولا وظيفة الحفلات الغنائية بشكل خاص.